تشابهت الرؤى وتوحدت المطالب بين طلاب وخريجي قسم التربية الخاصة في الجامعات، وقالوا إن مخزون أمنياتهم نفد وضاعت أحلامهم وباتوا يخشون من اليوم الآتي بعدما ضاقت عليهم فرص التوظيف. ويفكر آخرون يدرسون في ذات الحقل في التخلي عن كلياتهم بعدما شعروا أن المستقبل ليس في أيديهم بل في أيدي غيرهم. عبدالعزيز سعد العنزي خريج قسم تربية خاصة من جامعة تبوك يقول إنه تلقى وعود التوظيف قبل التخرج ما دفعه إلى بذل الطاقة والجهد من أجل الخروج بمعدل يكون حافزا وسلاحا له في سوق العمل لكنه لم يوجه كما يقول التوجيه الصحيح بعدما تلقى وزملاؤه وعودا بضمان الوظيفة بنسبة 98 في المائة، ويقول «درسنا لثلاث سنوات مواد ومناهج تربية خاصة تشمل الإعاقات بشتى فئاتها تحت مسمى أخصائي تربية خاصة، والتخصص يتيح لنا العمل في قطاع الصحة والتعليم والمراكز الاجتماعية، وفي آخر عام تم تخصيصنا في صعوبات التعلم والإعاقة العقلية وهذا قد أثر وبصورة جذرية على مستوانا التعليمي أولا ومن ثم على مستقبلنا الوظيفي وبكل حسرة أنني تنازلت في أكثر من مرة عن شهادتي الجامعية من أجل أي وظيفة كانت». بين 4 جدران الطالبة منال خريجة جامعة طيبة منذ عام تقول إنها تجلس بين أربعة جدران بعدما ضاع حلمها في التوظيف ومعها زميلات في تخصصات التاريخ والعلوم اخترن العمل معلمات في مدارس الدمج للطالبات، وتضيف أنه لم يعد الإقبال كما كان على تخصص التربية الخاصة بل هناك عزوف كبير من الطالبات وحتى الطلاب، لأنهم يعلمون أنها دراسة لا تنتهي بالتوظيف مع أن عضوات هيئة التدريس في التخصص غير سعوديات، وتضيف «نحن الأحق فالجامعات لا تغطي جميع جوانب التخصص، فعلى سبيل المثال في جامعة طيبة التركيز يكون على مواد اللغة العربية والإعداد العام ومواد التخصص تسعة مواد فقط وأنا على أتم الاستعداد لتدريس اللغة العربية». الخريج ثامر البلوي ينادي بالسماح لخريجي التربية الخاصة بالعمل في قطاع الصحة على أن يتم التنسيق الكافي بين الوزارات المعنية ويأمل من وزارة التربية أن تكون لديه الإحصائيات الكاملة، فيما تقول عبير عمر من جامعة طيبة إن فترة التدريب غير كافية، يوم واحد في الأسبوع ولتيرم واحد في السنة الجامعية وعدد الطالبات كبير، وأثر ذلك في التقييم العام. وفي السياق ذاته يرى سيف فيصل الرشدان المبتعث لدرجة الماجستير في جامعة بول ستيت بمدينة انديانا في الولاياتالمتحدةالأمريكية إن المشكلة الكبرى التي تواجه طلاب درجة الماجستير أنه يشترط عليهم أن يكون الخريج من كلية التربية والآداب أما خريجو كليات المعلمين فليس لهم نصيب، ومع الأسف أن أغلب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات أجانب»، وعن مستقبله بعد العودة قال «لا أعلم، أخاف من الغد فهناك استفحال لقضية العاطلين من حملة البكالوريوس والماجستير في التربية الخاصة». اختلاف المسمى فيصل سعود البلوي من جامعة تبوك اجتاز اختبار القياس ولايزال يبحث عن فرصة عمل.. وينتقد اختلاف مسمى الكادر الوظيفي وهذا خلل كبير وعدم تنسيق. ويضيف «وزارة التعليم العالي وديوان الخدمة المدنية عاملان رئيسيان لما نحن عليه اليوم كما أن المدراس الخاصة لا تدعم نظام الدمج ولا يتاح فيها تدريس هذا التخصص الإنساني البحت»، وأضاف «أتمنى إيقاف دراسة هذا التخصص فالوزارة المشكلة لا تساهم في حل الإشكالية». ويختتم الطالب مشاري العنزي طالب السنة الأولى قسم التربية الخاصة في جامعة تبوك ليقول إنه قرر ترك دراسة التخصص والتحول إلى قسم الدراسات الإسلامية مبررا ذلك لما سمعه من ضيق فرص التوظيف والإشكاليات التي تواجه الخريجين.