لا يكاد المذيع الداخلي في سوق "العقارية" في حفر الباطن، يتوقف عن الإعلان عن العثور على طفل تائه داخل السوق، حتى يذيع إعلاناً آخر، يحوي نفس المضمون. أطرف نتائج هذه الإعلانات كان لأحد الآباء، الذي لم يتنبه لفقدان طفله إلا بعد عودته إلى منزله، فعاد مسرعاً إلى السوق، الذي نسي فيه طفله، فتبين أنه لم يلاحظ اختفاءه مع زحمة الأكياس التي حمّلته إياها زوجته. وشهدت الأسواق والمحال التجارية خلال اليومين الماضيين، نشاطاً غير مسبوق في عمليات البيع والتسوق. وأكد باعة وأصحاب محال ان هذا العام يعد أكثر تميزاً مقارنة مع السنوات الماضية، مشيرين إلى تأثير زيادة الرواتب، التي أثرت على القدرة الشرائية للمتسوقين. وربما تصلح مواقف السيارات لتكون مقياساً لإقبال المتسوقين، فالازدحام المروري واكتظاظ المتسوقين داخل المجمعات التجارية فاق الأعوام الماضية. ودفع هذا التزاحم رجال الأمن إلى الانتشار حول الأسواق، لتنظيم حركة المرور أمام تلك المجمعات، خصوصاً بالقرب من سوق العزيزية القديم. لا يتوقف المتسوقون عن الهرولة بين المحال، وتبدو على وجوههم العجلة لشراء حاجيات العيد والخروج من حالة الاختناق البشري. وفضل متسوقون الخروج إلى الأسواق قبل الإفطار بساعات، للهروب من الازدحام، فيما فضل آخرون أوقاتاً متأخرة من الليل. وعلى رغم الازدحام يبدي البائع عبد الرحمن القادري فرحته بنتائج المبيعات. ويقول:"إن هذا الموسم يعد الأنشط، فالإقبال فاق التوقعات، ففي السابق كان الناس يكتفون ببدلة أو اثنتين لأبنائهم. أما الآن فإنهم يرغبون في البضائع المميزة، ويشترون أكثر من واحدة". أما جاره في المحل محمد المحمودي فلم يستطع ان تغطي بضاعة محله طلبات الزبائن. ويقول:"نفدت ملابس الأطفال من محلي، وطلبت كميات إضافية من الرياض". ووضح التمايز الاجتماعي من حيث القدرة الشرائية واختلاف الأذواق، خصوصاً بين النساء، وأصر عدد منهن على إيضاح هذا التمايز، من خلال شراء ماركات نسائية مشهورة، والإمساك بالكيس الخاص بتلك الماركة وإبرازها أمام بقية المتسوقات. فيما أصرت أخريات على عدم ارتياد أسواق شعبية، حتى لو كلفها ذلك مبالغ طائلة في الأسواق الراقية، خوفاً من تعليقات شامتة، وفي المقابل استسلم الأزواج لرغبات الزوجات، وفضل كثير منهم الانتظار داخل مركباتهم في مواقف السيارات. ولجأ شبان إلى حيل لإيهام الآخرين بأنهم متسوقون، وليسوا سارقي نظر أو معاكسين، ومن هذه الحيل حملهم أكياساً خالية، توهم الآخرين بأنهم جاؤوا للتبضع وشراء مستلزمات العيد، على رغم ان غالبية المحال الرجالية تقع في واجهة السوق. بيد ان رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقفوا بالمرصاد لهؤلاء، واكتشفوا حيلهم، وساهموا في الحد من تطفلهم.