"سرقوا فلوسي ... سرقوا شنطتي" بهذه الجملة استنجدت إحدى النساء بمن حولها في إحدى أسواق الرياض، بعد أن سرق أحد اللصوص حقيبتها واتجه مسرعاً لامتطاء دراجته النارية بعيداً. دقيقة أو أقل رجع الجميع أدراجهم بعضهم يتمتم بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة، وبعضهم يقول الأمر عادي، كل يوم تُسرق حقيبة امرأة في هذه السوق. أم راكان ناشدت رجال الأمن الموجودين الذين أخذوا أقوالها بعد سرقة شنطتها، بتتبع أفراد هذه العصابات وتقديمهم إلى العدالة، مشيرةً إلى أن حقيبتها تحوي مبلغاً مالياً، وساعة ذهبية، إضافة إلى هاتفها النقال، محذرةً من أن يقوم هؤلاء بسرقة الحقائب، وتكون بداخلها صور نسائية خاصة، أو عائلية، فيستغلونها للإساءة إلى العائلات بنشرها عبر شبكة الانترنت. محمد سفر أحد المارة يقول:"في سوق حراج ابن قاسم الشعبية يوجد أشخاص غير أسوياء، يمتهنون السرقة والاحتيال، ويعتدون على ممتلكات الغير بسهولة"، مشيراً إلى أن هذه العصابات تقوم بعمليات خطف حقائب النساء بهدف الاستيلاء على ما فيها من أموال ومجوهرات، كون المرأة لا تستطيع اللحاق بهم، وهو الأسلوب الذي دأب عليه هؤلاء، بحسب قوله، إذ يقوم اثنان منهم بالتجوال على ظهر دراجة نارية، وتتركز مهام قائد الدراجة على القرب من الضحية، أما مهمة مرافقه فتنحصر في نشل حقيبة المرأة بسرعة متناهية والفرار إلى صاحبه الذي ينطلق به بعيداً. ويضيف علي أحمد بائع في محل مفروشات ان لهؤلاء اللصوص قدرة كبيرة على التخفي ومراقبة النساء ممن يحملن على أكتافهن أو بأيديهن حقائب صغيرة، لتأكدهم مسبقاً من كونها تحمل مبالغ مالية أو مجوهرات ذهبية، لطبيعة المرأة عند حضورها للتسوق، مبيناً أن اللصوص يكثرون في الأسواق الشعبية المفتوحة مثل سوق العرب، وحراج ابن قاسم. وأشار إلى أنهم اللصوص يتخفون بين جموع المتسوقين، ويستخدمون الجوال للاتصال في ما بينهم، إذ يتفقون في ما بينهم بشفرة خاصة، لتحديد مكان الضحية التي تتم مراقبتها من أكثر من شخص، من خلال تسوقهم الوهمي، ومن ثم يتحينون الفرصة المواتية للانقضاض على المرأة، ليخطفوا حقيبتها ويولوا هاربين.وقال سعد العلي أحد أصحاب محال الموكيت إن سرقة حقائب النساء أصبحت مشهداً مألوفاً في السوق التي تضم محله، مشيراً إلى أنه على رغم استفحال خطر هؤلاء اللصوص على المجتمع إلا ان الجهات الأمنية لم تستطع الحد منهم حتى الآن.