سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أنها تعمر الدور وتقمع الفتن وتدرأ المحن وتحفظ الأمن والنظام . إمام وخطيب المسجد الحرام : الإمامة قوام للملة وقوامة على الأمة بها تحكم الأمور وتصان الثغور
أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن العلاقة الشرعية بين الرعاة والرعية تؤكد جلال شريعتنا الغراء تبصرة للمعرض القافل وذكرى للسادر الغافل وردءًا للمتبصر العاقل، على حين اعترام الفتن واندراس هذا الأصل الأصيل من الصدور وانطماسه إلا من السطور واذ استولى لدى فئام من الناس على معنى الإمامة الاضمحلال والكلال، ولابس معنى الولاية الاستثقال والإمحال وعز الإنصاف في هذا الباب، وغار الاعتدال على ما تقرر لدى حكماء الأمم ورادة العمران وأساطين الاجتماع من أن الإمامة قوام للملة وقوامة على الأمة بها تحكم الأمور وتصان الثغور، وتعمر الدور، وتقمع الفتن وتدرأ المحن، ويحفظ الأمن والنظام، ويساس الخاص والعام وتتهلل أسارير الإسلام، ويعم نوره الساطع الضراب والآكام وتنتشر العلوم والأحكام. وقال الشيخ السديس في خطبة الجمعة أمس إن القسط والعدل بالامام منارهما دائم والصلاح منبسط ممتد والدين في علائه مشتد، انها لحمة على السمع والطاعة تنص وعلى الاجلال والمحبة تحض، انها علاقة عقدية تعبدية تقوم على ركيزة اعلاء مصالح الدين، ورفع صرح الشريعة وتتجافى عن المصالح الذاتية والمطامع الشخصية. وأردف يقول إن الإمام أحمد قال:"الفتنة اذا لم يكن امام يقوم بأمر الناس"ويقول الماوردي:"فكانت الامامة أصلاً عليه استقرت قواعد الملة وانتظمت به مصالح الأمة حتى استثبتت بها الأمور العامة والخاصة". وقال:"ولهذه المكانة الزاهرة والمفاخر الظاهرة والأحكام الباهرة كان الشرع الحكيم بتلك الرتبة حفياً ولمقدارها المنيف معظماً وولياً يقول جل شأنه:"ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". كما قال: إنها لقضية أوجب بسطها واقتضت ألفة الجماعة سبر أغوارها وتجلية أخبارها التي عتمها بعض الصلف البشري والعتو الأرعن والادعاء الزائف تلميحاً أو تصريحاً، مما حمل أقواماً بسربال الاستصلاح أو الإصلاح إلى بسط أقوالهم وأقلامهم في نقد مشحون بالشكوى والبرم والتذمر، نقد مفعم بالتركيز على السلبيات وتقريع الذوات ونشر النقائص على الشبكات، وفي كل محفل وناد منساقون وراء عشوائية القول ونزق العقل ورغاب النفوس بدعوى التطوير والمشاركة المسؤولة، قال الإمام الشوكاني:"ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل ان يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد"ومن ظن أن النقد لأهل الحل والعقد والعلماء والدعاة ورجال الحسبة على هذا المنوال منطو على إساءات زرية ومطاعن مغرضة من الإصلاح والنصيحة الحانية فقد جانب الصواب وأبعد النجعة. وقال الشيخ السديس إن عين النصيحة نبذ ذلك لإفضائه بتماسك الأمة وترابطها إلى يباب الفرقة ورعونات الأهواء ولخلوصه إلى انتقاص الشرع برعاية حقوقهم وحفظ هيبتهم، وليس ذلك من حرية التعبير ولا من رؤى التعمير في قبيل أو دبير، وان هو إلا الهدم والتدمير وعلى الأمة أن تحذره وتخشاه، ولا يلزم من ذلك الترك والتغاضي والتجافي عن الاحتساب والتواصي، فأهم من النصح أسلوبه وتحقيقه للمصالح العظمى ودرؤه للمفاسد الكبرى.