تشهد المملكة العربية السعودية حراكاً اقتصادياً يشكل طفرة تطويرية تهدف إلى رفد المقومات المتوافرة وخلق بيئة رحبة للاستثمار، بعد تبني مدينة الرياض الاستقطاب الموسمي للنخب المهتمة في الشأن الاقتصادي، ولعل أعمال المرأة في منتدى الرياض الاقتصادي المزمع عقده في 4-6 كانون الأول ديسمبر 2005 تطرح القضايا الملحة والمتعلقة بعقبات ومعوقات الاستثمار، التي تواجه سيدات الأعمال، بواقعية وتجرد حتى يتسنى لصناع القرار أن يتكاملوا مع أهل الاقتصاد، خصوصاً بعد انضمام السعودية الى منظمة التجارة العالمية وما يترتب على هذا من ضرورات التوعية وترقية الأداء التي أضحت حتمية ولم تعد خياراً. ويعتبر محور"الشفافية وحق المساءلة"أهم المحاور وربما كان جديد المنتدي المنتظر، وتأتي بقية المحاور وما سيتم طرحه من مناقشات مكملة لما سبق مناقشته في مناسبات احتلت قضايا المرأة فيها أخيراً مساحات اكبر، ويعول على المنتدى المزمع تناول القضايا بموضوعية وقوة داعمة للتحول الذي تنتظره المرأة حول الشؤون الاقتصادية للمرأة في العاصمة، تحدثت مديرة الفرع النسائي في الغرفة التجارية الصناعية في مدينة الرياض، الأميرة هيلة بنت عبد الرحمن آل سعود ل"الحياة"، موضحة أن محاور منتدى الرياض الاقتصادي الثاني تهدف إلى"طرح ومناقشة أهم القضايا التي تمس الواقع الاقتصادي العام أو ما يتعلق بتعزيز الدور التنموي للمرأة من واقع الممارسات والتجارب". قضايا التستر من ابرز القضايا التي تنهش في جسد الاقتصاد الوطني وسجلت كشوف وزارة التجارة نسباً لافتة من هذه القضايا بأسماء نساء تم استغلالهن... ما دور الغرفة التجارية في توعية المرأة بخطورة التستر على الاقتصاد الوطني وعليها كطرف، ربما يستخدم بطريقة تسيء إليه؟ - تقوم الغرفة بإعداد الدراسات والبحوث المتخصصة وتقديم المشورة في المسائل الاقتصادية، إضافة إلى تقديم المشورة القانونية وفض المنازعات التجارية وشرح وتوضيح الأنظمة والتعليمات الصادرة عن مختلف الجهات المتصلة بأنشطة القطاع الخاص وإقامة المحاضرات التوعوية والتعريفية. أيهما أفضل - من وجهة نظركم - أن يقوم رجال أعمال بافتتاح فروع نسائية للمصانع ? كما حدث مع شركة الإنارة السعودية والعثيم للمجوهرات - أو أن تقوم سيدات أعمال بإنشاء مصانع نسائية؟ - كلاهما يوفر للمرأة أجواء العمل المناسب الذي يتوافق مع بيئتنا ويعطيها الفرصة للعمل في المصانع، مع العلم أن هناك أهمية كبيرة لمشاركة المرأة في مجال الصناعة، وهناك فرصة كبيرة لعمل المرأة في هذا القطاع، ومن هنا نشأت فكرة إنشاء منطقة صناعية مستقلة للسيدات تحتوي على العديد من الوحدات والمصانع في مختلف الأنشطة المناسبة للسيدات. يتردد أن إشراك المرأة وإسهامها محدود وأن ذلك مجرد شكليات لانعدام وجودها في كل المجالات... ما ردكم على من يقول ذلك؟ - الاستثمار في تنمية الموارد البشرية وزيادة فرص عملها وإتاحة الفرصة لها بالمشاركة الاقتصادية يشمل الرجل والمرأة على حد سواء، وتعطيل أو تقييد احدهما يعتبر إهداراً للموارد المتاحة، والمرأة السعودية حققت في الفترة الماضية نتائج متعددة في مساهمتها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وفي الفترة الأخيرة بدأ التوجه نحو توسيع مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي والاستثماري، وافتتحت بعض المراكز النسائية في بعض الجهات الحكومية والغرف التجارية من اجل تحقيق الدعم لها وتوفير الخدمات وتسهيل الإجراءات لمزاولتها الأنشطة التجارية والاستثمارية وإعطائها دوراً ريادياً اكبر وتقديم أوجه الدعم والمساندة لها للعمل والمشاركة في بناء المجتمع. ما دور الغرف السعودية في تفعيل قرار بيع المستلزمات الداخلية للنساء من خلال الترغيب في الاستثمار في هذا المجال؟ - أنشئت الغرفة التجارية الصناعية لتسهم بخدماتها في تقديم الدعم من خلال توفير المعلومات والدراسات والبحوث ومجالات الاستثمار المتاحة للمرأة، إضافة إلى الأنشطة الاقتصادية القائمة لسيدات الأعمال للتعرف على واقع الأنشطة الاقتصادية ومتغيراتها محلياً وعالمياً وفرص الاستثمار المتاحة في السعودية والسعي إلى حل أي معوقات تواجه المنشات الأهلية مع الجهات المعنية. ماذا بشأن التوصيات السابق طرحها في منتديات أو ندوات تم رفعها إلى الجهات المسؤولة وتتعلق بمعوقات استثمار سيدات الأعمال السعوديات؟ - بعد الاطلاع ومعرفة المشكلات والصعوبات التي تواجه سيدات الأعمال، طرحت العديد من التوصيات في مختلف المجالات، نذكر منها مثلاً في قطاع التعليم المطالبة بتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص، وأن تكون الإجراءات أكثر سهولة بما يحقق المصلحة للعملية التعليمية، والدعوة إلى إصدار نظام يحفظ حقوق سيدة الأعمال والموظفة السعودية، إضافة إلى زيادة وعي صاحبات العمل بأهمية صندوق تنمية الموارد البشرية وطرق الاستفادة منه. المستثمرات في الأناقة والتجميل في ازدياد... ماذا قدمت إليهن الغرفة؟ - طالبنا بتوسيع قاعدة الأنشطة المسموح بها لسيدات الأعمال في هذا المجال ما دامت لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية أو طبيعة المرأة، وضمان حق صاحبة المنشأة في الاسم التجاري على غرار ما هو معمول به في وزارة التجارة، إلى جانب توفير رقابة مكثفة من البلديات على تجهيز وبيع مستحضرات التجميل لضمان سلامة الجميع، وعلى إدارة حماية المستهلك في وزارة التجارة مراقبة الأسعار المرتفعة والخيالية من بعض المشاغل. وهل كان للقطاع العقاري نصيب؟ - نعم، وجهنا توصية تتعلق باستحداث وظائف"مسوقات"في قطاع العقار وتدريب وتأهيل عدد من الفتيات على ذلك، وضرورة تكريس الدعم الإعلامي للمرأة في هذا المجال، على أن يترادف ذلك مع إقامة محاضرات وندوات لتعريف المجتمع بهذا القطاع. ما الجديد حول معاناة المستثمرات في القطاع الصحي؟ - على القسم النسائي في وزارة الصحة إنجاز أعمال إصدار التراخيص وليس استقبال المعاملات فقط، وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص، وأن تكون الإجراءات أكثر سهولة بما يحقق المصلحة العامة للقطاع الصحي، ودرس أوقات عمل الموظفات بحيث تتناسب مع رغبات أصحاب العمل وطالبيه، مع مراعاة ما تتميز به المرأة السعودية من واجبات ومهام أخرى. وضرورة توسيع قاعدة الأنشطة المسموح بها لسيدات الأعمال ما دام ذلك لا يتنافى مع الشريعة الإسلامية أو طبيعة المرأة.