أعرف أن الندم لا ينفع... ولكني أعرف أن الدروس يجب ألا تنسى أيضاً. وخصوصاً الدروس القاسية... ودرس البحرين كان قاسياً جداً آه يا البحرين...! كنت أتمنى أن أرى علمها يرفرف في سماء ألمانيا، وأرى أعضاء وفدها يلبسون الملابس التقليدية البحرينية، وهم يعبرون في يوم الافتتاح، محيين مع أشقائهم السعوديين كل أبناء الخليج... بل والعرب والمسلمين. كنت أتمنى أن تعوض البحرين سوء الطالع والظلم التحكيمي الذي لازمها لعشرات السنين في البطولات الإقليمية والقارية وتصفيات كأس العالم السابقة في تأهل حلو، يبرد قلوب الجماهير البحرينية... ويقفز فوق بطولة الخليج وكأس آسيا... إلى إنجاز أهم وأكبر. آه يا البحرين.... كم كنت أتمنى قبل مباراة ترينيداد أن ينسى لاعبو البحرين كل ما مضى من مبارياتهم، سواء ما يخص تصفيات كأس العالم أم غيرها. كنت أتمنى أن يكون هناك تدخل من أعلى المستويات لتجهيز المنتخب البحريني نفسياً لخوض مثل تلك المباراة المهمة، بل الهامة على الإطلاق. لو لعب منتخب البحرين في تلك النفسية المضطربة مع فريق من ورق، أشك في أنه سيكسب المباراة! المنتخب البحريني كان في أسوأ حالاته النفسية على الإطلاق! التجهيز النفسي لم يكن غير موفق وحسب، بل حتى الخطة التي لعب بها مدربهم كانت خطة غريبة عقيمة! لا هي التي حافظت على المرمى! ولا هي التي هددت مرمى الخصم!! فالهدف الذي سجله فريق ترينيداد كان هدفاً لا يسجل في مرمى منتخب يلعب على أرضه، والتعادل يؤهله للمرة الأولى في تاريخه إلى كأس العالم! في ذلك الوقت القاتل من المباراة كان لزاماً على مدرب المنتخب البحريني عندما يفقد الكرة أن يدافع بعشرة لاعبين، ويترك لاعباً واحداً يضايق الدفاع الترينيدادي، بدلاً من أن يترك منطقة ال 18 مفتوحة أمام لاعبي ترينيداد"طوال القامة"كما لو كانت هجمة مرتدة مفاجئة، وليست ضربة زاوية أخذ تجهيزها وقتاً كافياً للاعبي المنتخب البحريني لكي يتراجعوا للدفاع! لاعبو البحرين في كثير من أوقات اللقاء، للأسف لم يكونوا يعرفون ما يريدون! فالهدف الصحيح الذي سجله مهاجم المنتخب البحريني عندما خطف الكرة بكل حرفنة وسجلها في المرمي الترينيدادي ألغي"بدم بارد"من حكم أكثر برودة. مؤلم ألا يكون في كوكبة النجوم البحرينية مهاجماً"هدافاً"قناصاً يعرف طريق المرمى. فدائماً ما نرى أهداف المنتخب البحريني من النوع"الصعب"أو لنقل السهل الممتنع، ودائماً ما نرى أن هدافي المنتخب البحريني هم لاعبو خط الوسط! عموماً... تألمت كثيراً على أبناء الشقيقة البحرين، ولكني متأكد من أن في البحرين الآن، منتخب من أقوى منتخبات آسيا... وسترون! [email protected]