طالب 46 مراقباً طلابياً في المنطقة الشرقية، بتصحيح وضعهم الوظيفي، عبر نقلهم من المرتبة إلى المستوى، وهو إجراء يزيد رواتبهم بمقدار 30 في المئة. وعانى المراقبون، وهم مدرسون يعملون مرشدين للطلاب من إجراءات، وصفوها ب"الروتين القاتل"، الذي لم يحل قضيتهم، على رغم وجود قرارات صريحة بضرورة حلها، على حد وصف عبد الإله التاروتي، من ثانوية القديح، المتخصص في"الخدمات الاجتماعية"، الذي كلف بالإرشاد كباقي زملائه المتضررين منذ عام 1414ه. وقال:"إن قرار تعديل وضعنا استغرق الكثير من الوقت، فنحن تقدمنا بطلب تعديل الوضع منذ 13 عاماً، وأصابنا الإحباط من الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون مع قضيتنا". وأضاف"فاقمت إجابة المسؤولين في وزارتي التربية والتعليم والخدمة المدنية من معاناتنا، فقد قالوا لنا"يتوجب عليكم انتظار الدفعة الجديدة"، وكأننا لم نعمل شيئاً طيلة السنوات الماضية". وقال حسين السنبسي، الذي يعمل في مدرسة سيهات المتوسطة، والمتخصص في علم اجتماع:"أرسلنا خلال الأعوام الماضية عشرات الخطابات إلى المسؤولين، وعلى رغم أننا حصلنا على الموافقة على تعديل الوضع، ولكن ذلك لم يطبق". وأضاف"نحن متخصصون في الدراسات النفسية والاجتماعية، وجرى تعيينا بمسمى"مراقب طلابي وأمين مكتبة"على سلم الوظائف الإدارية عام 1414ه، كما أننا نحمل مؤهلات بكالوريوس في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلم النفس، إضافة لدراستنا مواد مؤهلة للإرشاد الطلابي، وتدربنا لمدة فصل دراسي كامل أثناء الدراسة الجامعية، على الإرشاد الطلابي". واستعرض حلمي المبارك، من مدرسة زين العابدين الابتدائية، صوراً من خطابات عدة تبادلها المسؤولون في وزارتي التربية والتعليم والخدمة المدنية، حول وضعهم. وقال:"كل هذه القرارات والتوصيات لم تفعّل فبقيت حالنا على ما هي عليه، على رغم أننا حصلنا على دورات عدة في التوجيه والإرشاد الطلابي، وأيضاً شهادات شكر تدل على تميزنا فيه على مستوى المنطقة والوزارة، ما يثبت قيامنا بعملنا على الوجه المطلوب، ولكن ذلك لم يشفع لنا في التحول من مراقبي طلاب إلى مرشدين". ويشعر شكري الشماسي، من مدرسة الخويلدية الثانوية باليأس من حل قضيتهم. ويقول:"صدرت موافقة وزير التربية والتعليم على تحويلنا، وطالب وزارة الخدمة المدنية بتحويلنا، واستكمال الإجراءات الخاصة بعملية التحويل. بيد أن هذا لم يتحقق، من دون أن نعرف السبب". ويشاركه في الشعور بالإحباط عبد الرحمن الخالدي، من مدرسة الإمام مالك المتوسطة. ويقول:"لدي خطاب من وزير الخدمة المدنية موجه إلى وزير التربية والتعليم، بالموافقة على تحويلنا إلى الكادر التعليمي، بيد أن التطبيق تأخر سنوات عدة، ولا يبدو أنه سيطبق". قرار وكيل الوزارة أنصفهم لكنه لم يطبق أقر مصدر في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية بأحقية المراقبين الطلابيين في التصنيف. وقال:"الخبرة التي اكتسبوها خلال عملهم في مراقبة الطلاب، وأخذوها في مجال التوجيه والإرشاد، ولكونهم على رأس العمل قبل صدور نظام تصنيف المرشدين الطلابيين على لائحة الوظائف التعليمية، تعطيهم الأحقية في التصنيف على اللائحة التعليمية". وكشف المصدر عن وثيقة تفصيلية صدرت في هذا الخصوص من وكيل الوزارة المساعد السابق لشؤون الطلاب إلى وكيل الوزارة للتعليم. وأضاف"جاء فيها أن من حصل منهم على تقدير ممتاز أوجيد جداً خلال العامين الماضيين من تاريخ الوثيقة صدرت عام 1422ه لا بد من استكمال إجراءات تصنيفهم، ومن حصل منهم على جيد فما دون يطلب منه ضرورة تأهيله عبر دورات تدريبية لدبلوم التوجيه والإرشاد، قبل تصنيفه خلال العامين المقبلين". وأوضح"من لم يلتحق خلال العامين المقبلين بدورة الدبلوم التأهيلية، ممن تقل تقديراتهم عن جيد جداً، فسيحولون إلى أي عمل إداري مناسب، ويأخذوا دورهم في الترقيات، أسوة بمن يعمل في سلم الموظفين العام، كما أشارت الوثيقة". وعلق مصدر في وزارة الخدمة المدنية"عندما طلب منهم ضرورة انتظار المجموعة الجديدة، وكأنهم يبدؤون من الصفر غير صائب من وزارة التربية والتعليم، فالتأخير كان من جانبهم، وليس من وزارة الخدمة المدنية"، مضيفاً"ليس منطقياً أن يرتبط القدامى بالجدد، بسبب التأخير"، متسائلاً"لماذا تأخر تنفيذ القرار الصادر بهذا عن ثلاث سنوات كحد أدنى".