على رغم اعتماد أصحاب الورش في"الصناعية القديمة"، في جنوبالرياض، على العمالة الوافدة بشكل كبير، إلا أنهم اضطروا في الفترة الأخيرة إلى تشغيل عدد من السعوديين في وظيفة"مراقب"، ليس استجابة لنداءات وزير العمل الدكتور غازي القصيبي المتكررة بشأن السعودة، وإنما بسبب تعرض بعض الورش لسرقات لا يهتم العامل الأجنبي بمنع وقوعها. ويعاني معظم أصحاب الورش من إهمال بعض أصحاب السيارات القديمة، الذين يتركونها أمام ورشهم لمدة طويلة، تصل إلى بضعة أشهر أحياناً، وتصبح حراستها عبئاً إضافياً، فضلاً عن تشويهها المنظر العام للمكان، وعرقلتها لأعمال الورشة. يقول علي العليان، وهو أحد أصحاب تلك الورش، إنه اضطر إلى تفريغ نفسه لمتابعة أعمال ورشته بعد تعرضها للسرقة مرتين في أسبوع واحد. ويضيف:"على رغم أن موضوع سرقة المحل أزعجني، إلا أنه يظل محلي، ويبقى الأمر حادثاً عابراً، إلا أن بعض السيارات التي تقف بجانب المحل، والتي أهملها أصحابها لشهور عدة، هي أكثر ما يقلقني، خصوصاً أن اللصوص سلبوا إحداها محتوياتها، وربما أدخل صاحبها في جدل قد يتطور إلى ما لا تحمد عقباه، في حال عاد ليأخذ سيارته". ويشير العليان إلى أن البلدية تسحب بعض السيارات المشابهة، وتضعها في ساحة مجاورة للورش، إلا أنها توقفت عن ذلك لامتلاء الساحة بعشرات السيارات". أما منيف العنزي، وهو شاب سعودي عمل أخيراً في وظيفة"مراقب"لإحدى الورش، فيشير إلى أنه بدوره واجه بعض المشكلات في إقناع بعض أصحاب تلك السيارات بسحبها قبل أن تتعرض للتلف أو السرقة، ويقول:"يأتي بعض المواطنين، ويصعقون بمنظر سياراتهم المهملة، ويعجز العامل الأجنبي عن شرح أسباب تعرضها لذلك، ما يجعل صاحب السيارة يصب جام غضبه على العامل، وتتطور الأمور أحياناً إلى مشاجرات". ويضيف أن العامل الأجنبي لا يستطيع منع أصحاب بعض السيارات التي يضعونها أمام الورشة من دون أن تكون في حاجة إلى إصلاح، بينما يتفهمون الأمر، إذا طلب هو منهم أن يمتنعوا عن فعل ذلك. ويقول نايف العتيبي، إن والده الذي يملك ورشة في"الصناعية"اضطر إلى الاستعانة به للعمل في وظيفة مراقب، ثم سلمه أمر الورشة برمته، بعد أن لمس حسن إدارته. ويضيف:"دفعت بعض السرقات، والمشكلات الأخرى التي تعرض لها بعض أصحاب المحال على الاستعانة بسعوديين، الذين لطالما اتهموا بالكسل والسعي إلى العمل خلف المكاتب المكيفة". ويؤكد أن معظم أصحاب المحال قرروا عدم التخلي عن خدمات السعوديين الذين جلبوهم في البداية بشكل موقت، وذلك بعد أن أثبتوا كفاءتهم وجديتهم في العمل، وأعرب العديد من زبائن المحال عن ارتياحهم للتعامل مع مواطنيهم". وفي نهاية حديثه طالب العتيبي بقية أصحاب الورش بإعطاء الشباب السعودي فرصة لإثبات وجودهم في هذا المجال، خصوصاً أنهم يواجهون تحديات صعبة، ويصعب عليهم التغلب عليها، في حال لم يمنحهم أصحاب المشاريع والاستثمارات الفرصة لتحقيق ذلك، على حد تعبيره.