ترفض معظم الشقق المفروشة الفاخرة في المنطقة الشرقية خلال إجازة عيد الفطر استقبال نازلين جدد من زائري المنطقة، الذين لا يوجد لديهم حجوزات مسبقة، بسبب نسبة الاشغال لديها، والأعداد الكبيرة من الزوار الذين يتدفقون من مدينة الرياض في كل عام في هذه الفترة. وتشهد المنطقة الشرقية خلال إجازة عيد الفطر من كل عام ازدحاماً ملحوظاً، ويجد الزوار معاناة كبيرة في إيجاد سكن، كون معظم الشقق المفروشة مشغولة خلال هذه الفترة، التي تعد موسماً رئيسياً لهم، إضافة إلى أنها تحقق أعلى ايرادات في السنة، نظرا لنسبة الاشغال الكبيرة خصوصاً في محافظة الخبر، التي اعتاد معظم سكان منطقة الرياض وزوار الشرقية بشكل عام السكن فيها. وتحظى مدينة الخبر بهذا الإقبال كونها مجاورة لمملكة البحرين 30 كلم عن الخبر والتي يفضل الكثير قضاء الإجازة هناك برفقة عوائلهم، إضافة إلى إتخاذهم محافظة الخبر تحديداً مقراً لسكنهم، بدل من البحرين التي تشهد أيضاً ازدحاماً كبيراً في الشقق والفنادق، وارتفاع الأسعار بشكل كبير. وأوضح علي البراهيم مستثمر شقق مفروشة في الخبروالدمام ل"الحياة"إن الشرقية لها مواسم عدة، وتعتبر إجازة عيد الفطر من أهمها، لاسيما مع اعتدال الأجواء، إذ يتوافد إلى المنطقة عدد كبير من سياح الداخل والدول المجاورة، نظراً للمواقع السياحية وكثرة المجمعات التجارية. وأضاف أن نسبة الإشغال لديهم بلغت 100 في المئه في شقق الخبر بينما تنخفض في مدينة الدمام الى 80 في المئة، مشيراً الى انهم يعتمدون على الحجوزات المسبقة والتي معظمها من منطقة الرياض، الذين يفضلون السكن في الخبر. وأبدى البراهيم عدم ارتياحه لأسعار الشقق المفروشة، وعدم وجود آلية لتحديدها، مبيناً أن الأمر يعود لصاحب الشقق في تحديد الأسعار، تحسباً لأوضاع السوق ونسبة الأشغال. وقال عاملون في عدد من الشقق المفروشة والمنتجعات السياحية إن نسبة الإشغال تصل خلال هذه الايام 98 في المئة، موضحين إن أسعار الشقق المفروشة ارتفعت 60 في المئة عن الأيام العادية، ووصلت نسبة الاشغال لديهم لأكثر من 90 في المئة جميعها تمت عن طريق الحجز المسبق. وأضافوا أن الأسعار تتراوح بين 600و800 ريال في الليلة للشقة الصغيرة التي تتكون من غرفتين، فيما تتراوح أسعار الشقق الكبيرة بين 900 إلى 1000 ريال، والتي تتكون من 4 غرف، بينما تشهد الفنادق استقراراً في الأسعار، استناداً إلى التسعيرات المثبتة، إذ تبلغ كلفة الغرفة الواحدة في فنادق الدرجة الأولى من 450 إلى 600 ريال، بينما تتمحور في فنادق الدرجة الثانية حول 200 ريال للغرفة المفردة. وعلى الصعيد ذاته، أوضح ل"الحياة"مدير العلاقات العامة في فندق وبرج شيراتون الدمام خليفة الهلال، أن الأسعار تعد ثابتة، وذلك تشجيعا للسياحة الداخلية، مشيراً إلى ان أسعار الغرفة المزدوجة في الفندق 399 ريالاً للمزدوجة والمفردة على السواء، وذلك ضمن عرض يقدمه الفندق خلال إجازة العيد، في حين يصل سعر الجناح إلى ألف ريال، مشيراً إلى إن نسبة الاشغال لدى الفندق تتجاوز 80 في المئة، وان معظم تلك الحجوزات كانت مسبقة. وبين الهلال أن 60 في المئة من زوار المنطقة الشرقية يفضلون الشقق المفروشة على الفنادق، وذلك لاحتساب الفنادق رسوماً على الخدمة، وهو الأمر الذي لا تعمل به الشقق المفروشة، إضافة إلى السعة الاستيعابية للشقق المفروشة، مضيفاً ان الشقق التي تطل على البحر تلقى نسب إشغال كبيرة جداً. وكانت وزارة التجارة والصناعة قد شرعت في فرض أنظمة على أصحاب الشقق المفروشة، إذ يتم تحديد الأسعار وفقاً للفئة التي تحددها لجنة المراقبة، غير إن الكثيرين من أصحاب الشقق لا يلتزمون بالتصنيف المعمول به. يشار إن الدماموالخبر تضمان أكثر من 30 مجمعاً للشقق المفروشة و56 فندقاً بنسبة 1 إلى 17من إجمالي الفنادق في السعودية، وتستحوذ فنادق الدرجة الأولى والممتازة على نسبة 2 إلى 5 في المئة، كما ان فنادق الدرجة الثانية تستحوذ على 7 إلى 41 من النسبة الإجمالية. وتصنف المنطقة الشرقية الثالثة بين المناطق السعودية بالنسبة للسعة الفعلية للغرف في الدرجة الفندقية، والتي تستحوذ على نحو 4.389 غرفة بنسبة 15 في المئة، موزعة على مدن الدمام بنسبة 5 في المئة، والخبر 3 إلى 4 في المئة، والظهران 2 إلى 5 في المئة وبقية المدن 1 إلى 4 في المئة. ويأتي تصنف الشرقية بعد جدةوالرياض في اتساع السوق الفندقية، عقب الطفرة الاقتصادية التي شارك فيها القطاع الخاص بتمويل ذاتي بلغ 81 في المئة من إجمالي الاستثمارات المنفقة على القطاع الخاص.