تستعد الشرقية خلال الأيام المقبلة لاستقبال آلاف الأسر التي تأتيها من مختلف مناطق المملكة، ودول خليجية لقضاء فترة منتصف العام الدراسي التي تستمر عشرة أيام، فيما توقع أصحاب مكاتب سفر وسياحة أن تقوم غالبية الشقق المفروشة الفاخرة في المنطقة خلال هذه الفترة برفض استقبال أي زائرين لا توجد لديهم حجوزات مسبقة، بسبب نسبة الإشغالات لديها، والأعداد الكبيرة من الزائرين الذين يتدفقون من مدينة الرياض في كل عام في هذه الفترة. وتتميز المنطقة الشرقية هذا العام باعتدال الطقس نهاراً وليلاً، حيث درجات الحرارة متوسطة في النهار ومعتدلة في الليل ما يجعل النهار دافئاً، والليل مناسباً لقضاء أجمل الأوقات على الكورنيش في مختلف المناطق. وتشهد المنطقة الشرقية خلال الإجازة من كل عام ازدحاماً ملحوظاً، ويجد الزائرون معاناة كبيرة في إيجاد سكن، لأن غالبية الشقق المفروشة مشغولة خلال هذه الفترة التي تُعد موسماً رئيساً لهم، إضافة إلى أنها تحقق إيرادات مرتفعة نظراً لنسبة الإشغالات الكبيرة خصوصاً في محافظة الخبر، التي اعتاد أغلب سكان منطقة الرياض وزائرو الشرقية بشكل عام السكن فيها. وتحظى مدينة الخبر بهذا الإقبال لكونها مجاورة لمملكة البحرين (30 كلم عن الخبر) والتي يفضل الكثير قضاء الإجازة فيها برفقة عوائلهم، إضافة إلى اتخاذهم محافظة الخبر تحديداً مقراً لسكنهم، بدلاً من البحرين التي تشهد أيضاً ازدحاماً كبيراً في الشقق والفنادق، وارتفاع الأسعار بشكل كبير. وأوضح علي البراهيم (مستثمر شقق مفروشة في الخبروالدمام) ل «الحياة» أن الشرقية لها عدة مواسم، وتعتبر إجازة منتصف العام الدراسي من أهمها، لاسيما مع اعتدال الأجواء، حيث يتوافد إلى المنطقة عدد كبير من سياح الداخل والدول المجاورة، نظراً للمواقع السياحية وكثرة المجمعات التجارية. وأضاف أن نسبة الإشغالات لديهم تبلغ 100 في المئة في شقق الخبر بينما تنخفض في مدينة الدمام إلى 80 في المئة، مشيراً إلى أنهم يعتمدون على الحجوزات المسبقة والتي غالبيتها من منطقة الرياض، والذين يفضلون السكن في الخبر. وأبدى عدم ارتياحه لأسعار الشقق المفروشة، وعدم وجود آلية لتحديدها، مبيناً أن الأمر يعود لصاحب الشقق في تحديد الأسعار، وفقاً لأوضاع السوق ونسبة الإشغالات، مطالباً أن يتم تكثيف حملات المراقبة من قبل هيئة السياحة لضبط الأسعار قدر الإمكان. وقال عاملون في عدد من الشقق المفروشة والمنتجعات السياحية «إن نسبة الإشغالات تصل خلال هذه الأيام 98 في المئة، موضحين أن أسعار الشقق المفروشة ارتفعت بنسب متفاوتة عن الأيام العادية، ووصلت نسبة الإشغالات لديهم لأكثر من 90 في المئة جميعها تمت عن طريق الحجز المسبق. وأضافوا أن الأسعار تتراوح بين 600و800 ريال في الليلة للشقة الصغيرة التي تتكون من غرفتين، فيما تتراوح أسعار الشقق الكبيرة بين 900 إلى 1000 ريال، والتي تتكون من 4 غرف، بينما تشهد الفنادق استقراراً في الأسعار استناداً إلى التسعيرة المثبتة، حيث تبلغ تكلفة الغرفة الواحدة في فنادق الدرجة الأولى من 450 إلى 800 ريال، بينما تصل في فنادق الدرجة الثانية ل 200 ريال للغرفة المفردة. وعلى الصعيد ذاته، أوضح مدير العلاقات العامة في أحد الفنادق ل «الحياة» (فضّل عدم ذكر اسمه) أن الأسعار تعد ثابتة، في الفنادق إلا أنها في مراكز الإيواء الأخرى متغيرة وتعتمد إلى حد كبير على مسؤول منزل الإيواء. مبيناً أن نسبة الإشغالات في الفنادق فئة خمسة نجوم قد تصل إلى 80 في المئة من خلال العروض التي تقوم بها، وهذه النسبة متغيرة من فندق إلى آخر. وبيّن أن 60 في المئة من زائري المنطقة الشرقية يفضلون الشقق المفروشة على الفنادق، وذلك لأن الفنادق تحتسب رسوماً على الخدمة، وهو الأمر الذي لا تعمل به الشقق المفروشة، بالإضافة إلى السعة الاستيعابية للشقق المفروشة، مضيفاً أن الشقق التي تطل على البحر تلقى نسب إشغالات كبيرة جداً. وكانت وزارة التجارة والصناعة قد شرعت في فرض أنظمة على أصحاب الشقق المفروشة، حيث تم تحديد الأسعار وفقاً للفئة التي حددتها لجنة المراقبة، غير أن الكثيرين من أصحاب الشقق لا يلتزمون بالتصنيف المعمول به. وتُصنّف المنطقة الشرقية الثالثة بين المناطق السعودية بالنسبة للسعة الفعلية للغرف في الدرجة الفندقية، ويأتي تصنف الشرقية بعد جدةوالرياض في اتساع السوق الفندقية، عقب الطفرة الاقتصادية التي شارك فيها القطاع الخاص بتمويل ذاتي بلغ 81 في المئة من إجمالي الاستثمارات المنفقة على القطاع الخاص.