لم تقتصر المخيمات الرمضانية على الرجال فقط، بل كان للنساء نصيب منها، وفي النسائية منها تخرج المرأة من عالم المطبخ الرمضاني إلى عوالم أخرى، تتجاوز المعدة وتصل إلى العقل، وإن لم تخل بعضها من تناقل الأخبار ذات الطابع النسائي من قبيل فلانة عملت وعلانة ما عملت شيئاً. وتستقطب المخيمات نساء الحي الذي تقع فيه، ونساء الأحياء الأخرى القريبة والبعيدة بحسب جاذبية الفعاليات المقدمة. ومن أشهر هذه الخيام خيمة أم إبراهيم التي يجتمع فيها جيرانها، ومن تعرفهم من الأحياء الأخرى، وتقول أم إبراهيم"الخيمة أصبحت محور اهتمامي كل عام في مثل هذا الشهر، وبدايتها كانت قبل ست سنوات، إذ تجتمع عندي النساء الزائرات لوالدتي الكبيرة في السن، والتي لا تستطيع الخروج من المنزل، فكانت النساء يجلسن عندنا، وشيئاً فشيئاً تطورت الجلسة من مجرد اجتماع إلى برنامج في الليالي الرمضانية، ولعبت بناتي الأربع دوراً مهماً في مساعدتي على تنظيم جدول لما سيقدم في شهر رمضان، وعادة ما يتضمن المحاضرات الدينية والثقافية والصحية أيضاً". وتتحول خيمة أم إبراهيم إلى مكتب استشاري اجتماعي ونفسي، فالبعض ممن يحضرن يستفدن من فرصة وجود اخصائية اجتماعية أو نفسية في طرح قضية تشغل تفكيرها، وتبحث لها عن حل. أم إبراهيم أرادت ? كما تقول ? أن"لا تقتصر الخيمة على نساء الحي فقط، بل كل من تحضر تأتي معها امرأة إما من معارفها، أو من أقربائها، ويجتمعن بعد صلاة التراويح إلى الساعة الحادية عشرة ليلاً". إحدى جارات أم إبراهيم وتدعى أم سعد تقول:"لا نستطيع الاستغناء عن خيمة أم إبراهيم، وكأن رمضان مرتبط بها، نجتمع فيها ونتفقد بعضنا، والجار يسأل عن الجار، والمريضة منا نعلم أنها مريضه من عدم زيارتها للخيمة".