تبخرت أحلام لأسر موظفين في قضاء رحلات داخلية أو خارجية مع تأخر صرف زيادة ال 15 في المئة التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويبدي الموظف في مركز التدريب البيطري والإنتاج الحيواني عبدالله بوحسن حيرته، بعد ان قدم وعوداً لأطفاله وزوجته لقضاء رحلة داخلية، معتمداً على الزيادة السنوية. لكنه يقول:"أصبحت تلك الزيادة سراباً ننظر إليه من بعيد". وما زاد الأمر سوءاً لدى بوحسن تأخر صرف الراتب، الذي تسبب في"كارثة حقيقية، فالأيام المقبلة تحتاج لجيوب مليئة، من أجل إسعاد الأسرة في العيد". ويضيف"لا أدري ماذا أصنع، هل أستدين من أجل العيد وأنا موظف رسمي؟ إذ أجد هذا الأمر عيباً، وأخجل من أن أعرض حاجتي على فلان واستعطف آخر". وينقل ما قاله له مسؤول في وزارة المالية"إن الراتب لم يعزز، ولضيق الوقت وقرب انتهاء الدوام الرسمي في شهر رمضان سيتم تأجيل صرف الراتب والزيادة إلى ما بعد العيد"، ويتساءل مندهشاً"ما حاجتنا للراتب بعد العيد، وهل سنفرح بالزيادة بعد أن تغيب فرحة أطفالنا؟ نحن كنا ننتظر الزيادة في فرح، أما الآن فننتظر الراتب والزيادة في قلق". ولم يكن مركز التدريب البيطري هو الوحيد في عالم الانتكاسة والحزن وضياع فرحة المكرمة الملكية، فمشروع الري والصرف، الذي يزيد عدد موظفيه على ألفي موظف، تبخرت أحلامهم مع تأخر صرف الزيادة، ولهذا زاد عماد محمد، هموم زملائه بقوله:"تفضل خادم الحرمين الشريفين بهذه المكرمة، ولكن من المسؤول عن تعطيل هذه المكرمة، ولماذا لم تصرف في وقتها، مع أنها أقرت قبل شهرين، لماذا لم تستعد الجهة المسؤولة عن صرفها قبل تحديد موعد استلامها". ومن جهتهم أيضاً، تزاحم موظفو بيوت الشباب على مستوى المملكة أمام أجهزة الصراف الآلي، ليصابوا بخيبة أمل بعد أن أخبرتهم الآلات أن الزيادة لم تأت بعد، وزاد الإحباط في نفوسهم، متسائلين عن سبب تأخرها، ما أدى إلى إصابة أصحاب المراتب التي تقل عن الخامسة بالإحباط بعد لحظات سعادة. ولم يخف سعد هادي تعاسته التي وصفها بالمحرجة. ويقول:"كنت أتفاخر وأزهو أمام أصحابي، بسبب ما نشر عبر وسائل الإعلام من أننا سنأخذ راتباً مع زيادة 15 في المئة، إلا أن هذا الزهو والتبختر سيكون وصمة إحراج تعكر صفونا". ويضيف"بسبب عدم صرف الزيادة والراتب سأحرم أسرتي من سفر داخلي، كنت قد وعدتهم به، وسألغي مخططاتي لشراء أجهزة منزلية جديدة، بعد أن أكل الزمان على الأجهزة القديمة إلى حين صرف الزيادة والراتب". وأكد أنه هو وزملاؤه ضاقوا ذرعاً بأجهزة الصراف الآلي التي باتت تعرف وجوههم البائسة، حتى قبل دخول بطاقاتهم المصرفية، بحسب قوله.