على رغم أن انتشار ظاهرة سرقة الهواتف النقالة بين أيدي المارة في وضح النهار ومنتصف الليل، ليست حصراً على شوارع جنوبالرياض فقط، إلا أنها شهدت في الفترة الأخيرة تطورات كبيرة. إذ لم يعد الأمر مقتصراً على سرقة جوال فقط، بل أصبح بالإمكان تعرض المسلوب إلى الضرب والطعن في حال حاول المقاومة. ويعتبر شارع الوزير الأكثر تعرضاً لهذه الظاهرة، إذ فاض الكيل بالنسبة إلى بعض سكانه الذين كانوا لا يعيرون اهتماماً لقضايا سرقة الجوال، نظراً إلى كثرة تكرارها، إلا أن بعضهم أعلن عن انقضاء صبره، أمام هذه الظاهرة التي بدلاً من أن تنقرض، تتكاثر وتتطور. ولم يعد غريباً أن ترى في الشارع المذكور، راجلين يرفضون الإجابة على هاتفهم، ويفضلون تجاهل المكالمة على أن يعرضوا أنفسهم لما هو أشد عاقبة من تجاهل مكالمة هاتفية، بينما يخشى آخرون إصدار هواتفهم صوت الرنين في الشارع، مفضلين وضعه على الصامت إلى أن يصلوا إلى سياراتهم أو منازلهم. وسيطر الرعب على مرتادي الشارع حتى أن مرور دراجة نارية من نوع يطلق عليه"السنفور"أو حتى دراجة هوائية، يثير الرعب في قلوبهم، لتجد النساء بعدها يمسكن حقائبهن اليدوية بشدة، خوفاً من قيام هؤلاء بخطفها، والانطلاق بسرعة الريح. ولم يمنع الشهر الفضيل تلك الفئة التي يؤكد بعض سكان الحي أنهم من المواطنين، بينما يشير آخرون إلى جنسيات أفريقية، من ممارسة جرمهم في الشهر الحرام. وكان آخر ضحايا هؤلاء شاب يبلغ من العمر 17 عاماً، قصد مسجد حارته لأداء صلاة التراويح، فحول اتجاهه هؤلاء إلى مستوصف الحي لتلقي العلاج، بعد أن قاموا بطعنه في أماكن مختلفة من جسمه، باستخدام السلاح الأبيض. يقول الضحية أحمد يحيى:"تلقيت مكالمة هاتفية أثناء ترجلي للمسجد، ولم أتردد في الإجابة عنها، إذ كان الشارع يخلو من المارة، ولم أتردد أيضاً في إغلاق هاتفي بمجرد سماعي لصوت دراجة نارية لا أعلم مصدرها أو اتجاهها، إلا أنها توقفت فجأة عندي بعد أن فشلت محاولة سائقها في خطف الهاتف والاستمرار في اتجاهه، وطالبني بإعطائه الهاتف، وعلى رغم أنني رفضت ذلك ونصحته بالذهاب في حال سبيله، إلا أن شخصين ظهرا فجأة أحدهما يحمل سكيناً صغيراً وآخر ساطوراً كبيراً وقاما بتهديدي، وفسروا لحظة ارتباكي وعجزي عن اتخاذ قرار، برفض صريح مني، وبينما كان سائق الدراجة يراقب الطريق، قام أحدهم بطعني طعنات عدة في أماكن مختلفة من جسمي، إلى أن وقعت أرضاً وأنا أنزف، واستطاعوا أخذ الهاتف، والانطلاق في اتجاهات مختلفة. أما المقيم يسري الذي تعرض لسرقة هاتفه النقال، فبدا سعيداً كونه كان من الضحايا القدامى، إذ لم يتطور الأمر معه إلى ضرب وطعن، ويقول:"كنت في امتداد شارع الوزير قرب حي البطحاء، وكنت أتجول في الحي، أحاول لمس الفرق الذي قرأته في الصحف عن تنظيفه، ولاحظت فعلاً تراجع الازدحام الذي طالما عرفه الحي حتى في ساعات متأخرة، وأثناء ردي على اتصال تلقيته حوالى العاشرة والنصف فوجئت براكب دراجة هوائية يخطف جوالي وينطلق على دراجته بسرعة الريح عاكساً اتجاه السير، وعلى رغم صياحي وطلبي النجدة من المارة، إلا أنه لم يستجب أحد، واكتفوا بإخباري أنه لص محترف يزاول نشاطه منذ فترة في الحي"، وأضاف يسري:"أن ما أثار استياءه هو أن السارق كان يلتفت أثناء ابتعاده غير مبالياً، واستغرق يسري بضع ساعات إلى أن أفاق من صدمته، ليتوجه بعد ذلك إلى مركز شرطة البطحاء ويسجل بلاغاً بذلك. ومهما كان حجم البلاغات التي تتلقاها مراكز الشرطة حول هذه الظاهرة، إلا أنها تظل أقل بكثير من الأرقام الحقيقية.