قدر عدد من المستثمرين في السوق إنفاق السعوديين على العود والبخور سنوياً بنحو 300 مليون ريال 80 مليون دولار وذلك بسبب الإقبال على استهلاكه خلال المناسبات والأعياد. وقال المستثمرون إن السعودية تتصدر دول الخليج في الإنفاق، ويليها دولة الكويت ثاني سوق خليجي، حيث تبلغ قيمة إنفاقها نحو 190 مليون ريال 50 مليون دولار، تليها الإمارات التي ينفق سكانها نحو 180 مليون ريال 48 مليون دولار، بحسب تقديرات الموردين. ويفضل كثير من المستهلكين شراء العود النقي، الذي يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى نحو 33 ألف ريال 9 آلاف دولار، لجودة رائحته. وقال التاجر خليفة المري، وهو أحد العاملين في تجارة البخور وتصنيع العطورات الشرقية في الخليج العربي منذ زمن بعيد، ان الإقبال على الشراء خلال شهر رمضان وعيد الفطر يفوق الشراء في عيد الأضحى، لحرص كثير من المستهلكين على اقتناء العود لاستخدامه لتعطير دور العبادة خلال شهر رمضان. ويعتبر سعر الكيلوغرام من"دهن العود"من أغلى أنواع العطور عالمياً في السوق السعودي، ويصل إلى نحو 100 ألف ريال 26 ألف دولار، ويتم تقسيمها على شكل عبوات تولة، ويصل سعرها إلى أكثر من ألف ريال 300 دولار. وتحتفظ الشركات بمخزون دائم من العود لا يقل عن ثمانية أطنان و400 كيلوغرام من دهن العود الجيد، لتلبية النمو المتزايد على هذه العطور، التي فشلت العطور الفرنسية والأوربية في منافستها في السوق الخليجي. وتتنافس في السوق السعودي نحو 40 شركة اختصاصية في تجارة العود والعطور، رصد بعضها مليون ريال 300 ألف دولار، لإقامة مسابقات لمشتري بضائعها. وكشف تجار البخور والعود أن عمليات الغش للتجار المتطورة التي بدأت تدخل على صناعة البخور وعطوره تعتبر من أشد الأخطار التي تواجه تجارتها، التي ظلت بمنأى عن المتلاعبين طوال العقود الماضية، إذ بدأ بعض الموردين في دول المصدر بحقن شجر العود بمواد كيمياوية وهرمونية لتحفيز الأشجار على إفراز المادة الضرورية لإنتاج الرائحة، ما يفقدها جودتها الطبيعية. يشار أن البخور مادة عطرية يفرزها شجر العود المنتشر في غابات الهند وحوض البنغال وبورما وكمبوديا، وغيرها من مناطق شرق آسيا. وعادة ما تقوم شجرة العود المريضة بإفراز مادة للدفاع عن نفسها من هجمات البكتيريا، وهذه المادة هي السر في الرائحة العطرية لشجر العود.