العكبر مادة غرائية رائحتها عطرية لها قوام الطبشور، وذات لون بني ضارب إلى الخضرة أو إلى الحمرة، ويغمق لونها كلما تقادم الزمن عليها. وتقوم عاملات النحل باستعمال هذه المادة لإصلاح الشقوق في جدران المنحلة. منذ القديم، كان يظن أن النحل يجمع غراءه من براعم أشجار الحور والصفصاف والصنوبر والكستناء وغيرها من الأشجار، لكن الرأي الغالب اليوم أنه يصنعها من غبار الطلع. وبحسب رأي العالم الأميركي ميكول هايداك فإن العكبر يجمعه النحل من براعم مختلف أنواع النباتات، فالنحلات المختصات بهذه المهمة تتجه منذ العاشرة صباحاً لتجمع هذه المادة البنائية المهمة، مواظبة على عملها حتى الرابعة بعد الظهر، وفي كل مرة تعود إلى خليتها، تسلم حملها إلى نحلة البيت التي تعمل على تجهيز هذه المادة وتصنيعها. وللعِكبِرِ تاريخ طَويل من الاستِخدام الدوائي يعود إلى 350 سنة قبلَ الميلاد، ففي زمن الإغريق استخدم العكبر في علاج الخراريج. واستعمله الآشوريون في مداواة الجروح والأورام، فيما استعان به المصريون القدامى في عمليات التحنيط. والعكبر مادة معقدة التركيب، تحتوي على البروتينات، والفيتامينات، والأملاح المعدنية التي تضم خصوصاً الحديد، والكلس، والمغنيزيوم، والألومنيوم، والكروم، إلى جانب حفنة من الزيوت العطرية. أما فوائد العكبر فيمكن إيجازها كالآتي: يقوي مناعة الجسم ويرفع من قدرته على محاربة جميع أشكال الأمراض الإنتانية الجرثومية والفيروسية. يحتوي على مضادات أكسدة قوية لها تأثيرها في حماية الجسم من تشكل الجذور الكيماوية الحرة التي تمهد للكثير من الأمراض المزمنة، كتصلب الشرايين، والضغط الدموي، والداء السكري، وآلام المفاصل، وعدد من أمراض الشيخوخة. يعتبر العكبر مضاداً حيوياً طبيعياً بامتياز، فهو قاتل للجراثيم والفيروسات، ولا يترك آثاراً جانبية كما الحال مع المضادات الحيوية. يساعد العكبر الممزوج بالعسل في تأمين سرعة اندمال الجروح والحروق من دون أن تتعرض هذه للالتهابات الميكروبية أو للشفاء المعيب. يملك العكبر تأثيراً مميعاً للدم، ما يجعله مفيداً في الوقاية من تشكل الجلطات الدموية التي قد تستقر في القلب أو الرئة أو الدماغ مسببة إصابات قد تكون قاتلة. ينشط العكبر كل خلايا الجسم، خصوصاً الخلايا الكبدية. يمتاز العكبر باحتوائه على مركبات تقاوم نشوء الخلايا الورمية أو أي خلايا أخرى شاذة. يستخدم العكبر في علاج المشاكل الهضمية بما في ذلك العدوى بالجرثومة الحلزونية التي تقف خلف نشوء القرحة المعدية. يستعمل العكبر في علاج الهربس التناسلي، وتشير بعض البحوث إلى أفضليته على عقار الأسيكلوفير من حيث سرعة الشفاء. يتمتع غراء العكبر بخواص مهدئة للحكة الجلدية. أظهرت التحريات البحثية أن العكبر يملك تأثيراً مخدراً موضعياً، يعادل تأثير المخدر المستعمل النوفوكائين، وعزا العلماء ذلك إلى احتوائه على زيوت إيتيرية. يجب توخي الحذر في استخدام العكبر في حالات الحمل والرضاعة والربو، وفي مرضى الحساسية بشكل عام، وكذلك يحذر من إشراكه مع مكملات عشبية أو دوائية لأنه لا توجد معلومات كافية في هذا الخصوص. +