أكدت مصادر أن السياحة تعتبر من أبرز المتضررين بسبب أعمال العنف التي تجتاح مصر، في حين حذرت حكومات أوروبية مواطنيها من السفر إلى منتجعات البحر الأحمر السياحية، ما دفع بعض شركات السياحة الأجنبية إلى وقف رحلاتها إلى مصر. ومن المرجح أن تقضي الاضطرابات التي وقعت أخيراً، على انتعاش موقت لقطاع كان يشكل ما يزيد على 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وشهد مطار القاهرة الدولي أخيراً حزمة من الإلغاءات لشركات الطيران، إذ ألغت خمس شركات رحلاتها من مصر، بسبب انخفاض عدد ركابها، وعدم جدوى تشغيلها اقتصادياً. وكانت سلطات المطار تلقت إشارة من خمس شركات طيران بإلغاء رحلاتها إلى جانب إقلاع رحلة ل"الخطوط المغربية"من دون ركاب، ورحلة"اليمنية"الرقم 645 من صنعاء وإليها، ورحلة"طيران الشرق الأوسط"الرقم 309 من بيروت وإليها، و"الأردنية"الرقم 502 و"نسمة"الرقم 180 من مدينة ينبع السعودية وإليها، و"السودانية"الرقم 103. لكن مصدراً مسؤولاً في مطار القاهرة الدولي نفى ما تم تداوله من أنباء عن إلغاء كثير من الشركات رحلاتها إلى القاهرة عقب الأحداث التي صاحبت فض اعتصامي"رابعة العدوية"و"نهضة مصر". وأكد أن هذه الأخبار عارية تماماً من الصحة وتستهدف إثارة الرأي العام المصري والتأثير في اقتصاد البلاد، موضحاً أن بعض الشركات كان بالفعل أعلن الشهر الماضي عن تعليق رحلات إلى مصر، ولكن بسبب انخفاض حركة الركاب. وناشد وسائل الإعلام تحري الموضوعية والصدقية خصوصاً في ما يتعلق بحركة الطيران حيث إن ذلك يؤثر سلباً في سمعة مصر. ويزور ملايين الأجانب مصر سنوياً، لكن ألمانيا حذرت مواطنيها من السفر إلى منتجعات البحر الأحمر السياحية بينما نصحت أميركا مواطنيها بعدم الذهاب إلى مصر، ما دفع الوحدة الألمانية لمجموعة"توماس كوك"السياحية وشركة"توي ترافل"الألمانية وهي فرع من مجموعة"توي الأوروبية"الأكبر، إلى إلغاء كل رحلاتهما إلى مصر. لكن شركة"آر برلين"، ثاني أكبر شركة طيران ألمانية والتي تملك"الاتحاد"الخليجية نحو ثلث أسهمها، اوضحت أن رحلاتها لا تزال منتظمة إلى منتجعات البحر الأحمر لكنها لن تقبل أية حجوزات جديدة إلى مصر حتى 15 أيلول سبتمبر المقبل. ودفعت نصيحة مماثلة من وزارة الخارجية السويدية كبرى شركات السياحة السويدية إلى وقف رحلاتها إلى منتجعات شرم الشيخ. وفي الوقت ذاته، حذرت بلجيكا من السفر إلى المنتجعات المصرية، ما دفع شركتي"نكرمان"و"جيت آر"إلى إلغاء رحلاتهما، خصوصاً بعدما تحولت الاحتجاجات التي نظمتها جماعة"الإخوان المسلمين"أول من أمس ولا تزال، إلى أعمال عنف في أنحاء متفرقة في مصر. وتفيد بيانات وزارة السياحة المصرية بأن مصر جذبت حوالى 14.7 مليون سائح عام 2010 من بينهم 2.8 مليون روسي و1.5 مليون بريطاني و1.3 مليون ألماني. ويذكر أن السياحة تساهم ب11 في المئة من الناتج وتقدر إيراداتها ب13 بليون دولار قبل سنتين. في حين تراجع عدد السياح إلى 9.5 مليون في عام 2011 قبل ارتفاع عددهم إلى 11.2 مليون سائح في 2012، وزاد عدد السياح في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام السابق. ولفتت شركة"كوني"للسياحة إلى أنها تتصل بجميع زبائنها في بريطانيا والذين كان مقرراً أن يتوجهوا إلى مصر خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، لتعرض عليهم أماكن بديلة أو استعادة أموالهم إذا لم تكن البدائل مقبولة لديهم. وتعد مصر واحدة من أكبر عشرة مقاصد سياحية بالنسبة لشركتي"توي"و"توماس كوك"وتزداد جاذبيتها كمقصد سياحي في فصل الشتاء. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى كل أرجاء مصر باستثناء منتجعات البحر الأحمر لكن ناطقاً باسم الوزارة قال إن هذه النصيحة محل مراجعة مستمرة. إلى ذلك، صرح وزير الطيران المدني المهندس عبدالعزيز فاضل باستمرار انتظام حركة السفر والوصول بمطار القاهرة الدولي والمطارات المصرية، وسُجل وصول 492 رحلة نقلت 53964 راكباً من الدقيقة الأولى من صباح الجمعة 16 آب أغسطس حتى الساعة السادسة بعد عصر اليوم ذاته. وأكد في تصريح، أنه يشرف بنفسه على توفير كل التسهيلات وواجبات الضيافة للركاب الذين وصلوا مساء ولم يتمكنوا من مغادرة المطار إلى مقار إقامتهم بالضواحي والأقاليم بسبب ساعات الحظر. وأكد التنسيق مع الأجهزة المعنية للسماح للركاب في الاتجاهين بالتحرك أثناء ساعات الحظر مع إبراز جواز السفر وتذكرة الطائرة عند نقاط التفتيش المنتشرة في الطرق. وأعلن فاضل أن المجال الجوي المصري مفتوح للحركة الجوية بانتظام ولم تطلب أي جالية أجنبية مغادرة البلاد. وأشاد بجهود العاملين في الطيران المدني وكل الأجهزة العاملة في مطار القاهرة الدولي والمطارات المصرية الأخرى وحرصهم على انتظام الحركة الجوية وخدمة الركاب.