في عام 1993، أفرج عن المعارض البعثي السوري المعروف مصطفى رستم، بعدما أمضى أكثر من 23 سنة خلف قضبان"الحركة التصحيحية"، التي قام بها حافظ الأسد. مصطفى رستم هو الرفيق المقرب من حافظ الأسد، وعضو القيادة القطرية ورئيس المكتب العسكري لحزب البعث العربي الاشتراكي. مصطفى رستم رفض الانصياع فاختار مع رفاقه نور الدين الأتاسي وصلاح جديد وغيرهما معارضة ممارسات الأسد الأب، الأمر الذي جعل مصيرهم جميعاً السجن لسنوات مديدة. بعد موت الأسد بأيام، ولد المذكور من جديد، متقمَّصَةً روحه بشخص وريثه وولي عهده بشار الأسد، الذي اتبع نهج أبيه وخطاه، وأراد أن يدير الدفّة بالأسلوب والطريقة عينهما. الأب لم يمت ولكنه فقط قام بتغيير مظهره الخارجي. ومع مرور الأيام، انتفض السوريون على هذا الوريث، فما كان منه إلا أن يعيد الكرّة، ويقوم باعتقال كل من حاول أو سيحاول اختيار طريق الحرية. وكان من بين الذين اعتقلوا، مصطفى رستم، ليكون هذا اعتقاله الثاني، وعلى يد الابن، حيث تم اقتياده إلى فرع الاستخبارات الجوية في دمشق ليقضي أياماً تحت التعذيب من دون أي سبب أو مبرر حقيقي. الأسد لم يكتف باعتقال مصطفى رستم للمرة الثانية، بل اعتقله مرةً ثالثة أثناء وجوده في أقبية الاستخبارات الجوية، وذلك عندما قام نجله علي رستم بأخذ الدواء اليومي لأبيه المريض، حيث تم اعتقاله وتعذيبه بطريقة وحشية وهمجية، وكانت ضربةً موجعة لوالده. خرج مصطفى رستم من المعتقل هو ونجله، وحال خروجهما قرر نجله أن يغادر البلد بناء على طلب والده، طلباً للعمل وحرصاً على سلامته من عائلة الأسد. ورغم خروج مصطفى رستم من المعتقل إلا أنه لم يتخلص من المحققين وضباط الاستخبارات، فكانوا يترددون إلى منزله أكثر من أقاربه وزواره، ليستكشفوا نياته وما يفعله تجاه الثورة السورية، ومعرفة من هم الذين يترددون إلى منزله. مضت أشهر على تلك التفاصيل، وقبل أيام قليلة، أوقف مصطفى رستم للمرة الرابعة، باعتقال ابنته الوحيدة ندى من قبل نظام بشار الأسد، هذا الرئيس الذي كان زميلاً لها في المدرسة الثانوية ذاتها أثناء حكم الأسد الأب. تم اقتياد ندى إلى فرع الأمن السياسي من دون أن يُعرف شيء عن مصيرها حتى الآن.