حتى وإن كان بعض الأصوات ارتفع في احتجاج دام اياماً قليلة، قبل شهور، حين تمّ الإعلان عن ان المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ سيكون هو رئيس لجنة التحكيم للدورة السادسة والستين لمهرجان"كان"السينمائي، بحجة ان سبيلبرغ"ليس من نمط المخرجين المبدعين الذين اعتاد مهرجان كان أن يتخذهم رؤساء لمحكّميه"!، فإن هذه الأصوات التي اعتبرت ناشزة سرعان ما صمتت حين أجمع عالم النقد السينمائي الجادّ وأهل المهنة على ان المهرجان"لم يخطئ في اختيار سبيلبرغ بل اخطأ في انتظار كل هذه السنوات قبل ان يختاره"... اليوم ها هو صاحب تلك الافلام الناجحة تجارياً وجماهيرياً بالتالي مثل"تان تان"وسلسلة"انديانا جونز"و"الفك المفترس"و"الحديقة الجوراسية"، المتضافر في شخصه مع مبدع روائع مثل"امبراطورية الشمس"و"اللون القرمزي"و"لائحة شندلر"و"انقاذ المجند رايان"و"مبارزة"و"محطة الوصول"... وغيرها، ها هو يستعد لخوض هذه التجربة الجديدة في مساره السينمائي الطويل، تجربة الحكم على افلام مبدعين آخرين والفصل بينها... فالحال ان هذه المهمة ليست بالمهمة السهلة ولا سيما في دورة كدورة هذا العام يبدو انها تتميز بمستوى متساوٍ لأفلامها، وبحضور كبار المبدعين الذين لا شك ان كثراً من نقاد العالم يعتبرون بعضهم اكثر اهمية في عالم سينما اليوم من سبيلبرغ نفسه... مهما يكن لن يخوض سبيلبرغ المهمة وحيداً وإن كان من المتعارف عليه في تحكيميّات"كان"ان لرئيس اللجنة الرأي المهيمن في الأحكام النهائية. فثمة الى جانبه في لجنة تحكيم المسابقة الكبرى، التي ? وكما نعرف ? تشخص كل الأبصار اليها في ليلة الختام، اربعة من ابرز مخرجي زمننا الراهن: اليابانية ناوومي كاواسي، والإنكليزية لين رامزي، والصيني - الأميركي آنغ لي واخيراً الروماني الفائز غير مرة في"كان"كريستيان مونجيو. ولاستكمال هذه اللجنة المرموقة هناك من الممثلين، الفاتنة الأسترالية نيكول كيدمان وزميلها الفرنسي دانيال اوتاي والممثلة الهندية فيديا بالان اضافة الى الفنان النمسوي المميز كريستوف وولتز الذي حقق في اول فيلمين مثلهما خارج بلاده خلال السنوات الأخيرة نجاحاً كبيراً، مرة حين نال جائزة كان الكبرى لأفضل ممثل عن"اوغاد سيئون"لكوينتن تارانتينو، ثم حين نال ذلك النجاح الكبير الذي نعرف في جديد تارانتينو نفسه"جانغو طليقاً" اما بالنسبة الى مسابقة"نظرة ما"فإن رئاسة لجنة التحكيم فيها اُسندت الى المخرج الدنماركي توماس فيندربرغ، احد اقطاب تيار الدوغما الى جانب لارس فون ترير، والذي كان فيلمه المشارك في"كان"العام الفائت"الصيد"قد امن جائزة افضل تمثيل رجالي لبطله مادس ميكلسن، هذا فيما ترأس المخرجة جين كامبيون فيلمها الرائع"البيانو"فاز بسعفة مهرجان"كان"قبل نحو عشرين عاماً متجنبة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة.