أنسنة التحولات الرقمية والسيطرة على آثارها وتأثيراتها    يمين.. يسار.. تصفيق    مدرج الأهلي ومسلي    «أحُد» ليس بخير    السياحة العلاجية.. لا تخاطروا بحياتكم    كيف نصل لصاحب المفقودات    أمير المدينة ووزير التجارة يستعرضان الفرص التجارية في المنطقة    «أطباء مصر»: التحقيق في وفاة السعودية «فاطمة العجل» من قبل 3 جهات.. والعقوبة تصل للإيقاف الدائم    290 ألف وثيقة صلح عبر منصة تراضي    3 طبقات صوتية للإناث على المسرح    إساءة إلكترونية من مطلقة لزوجها السابق تثير الجدل    القنصلية السعودية في هيوستن تحذّر رعاياها في تكساس من العاصفة «بيريل»    نتنياهو: دمار غزة دفع حماس لإعادة المفاوضات    السعودية حريصة على استئناف مفاوضات جدة بين السودانيين    المملكة ثاني دول العشرين بمؤشر تنمية الاتصالات والتقنية    إعادة تدوير النفايات الطبية بدون سموم    الاتحاد يجدد عقد الناشري لموسمين    «لاعبون بلا عقود» يركضون في أبها بحثاً عن فرص احتراف    سعوديون يطالبون بتقنيات حديثة لتصميم الأزياء    إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية على ارتفاع    تحرك لحصر ومراجعة أنظمة وقرارات الاستثمار الخارجي المباشر    توطين الكفاءات    محمد رمضان يصفع معجبا    2024 الأكثر سخونة تاريخيا    أصغر ثنائي يجول العالم بدراجة    أفضل الأطعمة للتغلب على الحرارة    الكمية الأمثل لتناول التوت وأبرز فوائده    براعة الماتادور بوجه توازن الديوك    فرنسا.. المعسكر الرئاسي يتنفس الصعداء    «إثراء» يعلن فوز أربع فرق في «الفورمولا 1» استعدادًا للتصفيات العالمية    البيت الأبيض يصف زيارة أوربان للصين بأنها "غير بناءة"    الاتفاق يعود للخليجية من جديد    الأردن : إحباط تهريب 50 ألف حبة مخدرة متجهة للمملكة    «المرور» يوضح إجراءات تسديد المخالفات    مواطن يُشكل تاريخ الدولة السعودية بأكثر من 18 ألف قطعة ليجو    خادم الحرمين وولي العهد يُعزيان القيادة الكويتية    أمير الشرقية يستقبل رئيس محكمة الجبيل ونادي الخليج    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على سلطانة بنت سعود    «القرية الحجازية» نموذج الحياة القديمة والإرث التاريخي    المختبر الإقليمي بالشرقية يجري 186 ألف فحص    "سلمان للإغاثة" يوزع مساعدات إغاثية متنوعة لمتضرري الزلزال في محافظة غازي عنتاب بتركيا    نائب أمير منطقة عسير يلتقي مدير عام معهد الإدارة العامة    132 محطة و6 مسارات لحافلات طيبة    محافظ الطائف يعزي العصيمي    الحجاب والسويد يحتفلان بزواج عبدالله    استمراء الكذب    وزير الخارجية ونظيره الإيرلندي يستعرضان مستجدات غزة ولبنان    افتتاح البرنامج الصيفي (بأطفالنا..نُباهي) بتعليم عسير    الطب الاتصالي يعيد قلب مريض إلى الحياة    محافظ الخرج يطلع على منجزات وخطط الجمعية السعودية للفنون التشكيلية    محترف النصر: الكرة السعودية تنمو بشكل كبير    أمير تبوك ل«الشؤون الإسلامية»: اهتموا بالجوامع وهيئوها للمصلين    ثقافة التخلي السينمائية    استقبل السديري والسفير الجزائري.. أمير الرياض يطلع على البرامج الجامعية للبحث والابتكار    وفاة الأميرة سلطانه بنت سعود    أمين الرياض يعلن إطلاق برنامج الامتثال البلدي " مُثل "    تجسيداً للعناية السعودية قيادة وشعباً بأقدس المقدسات.. الكعبة المشرّفة تتوشح بهاء الكسوة الجديدة    هل يُقاس معوجّ بمعتدل؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أسطورة" الانهيار المتوقع لأسعار النفط
نشر في الحياة يوم 20 - 03 - 2013

يعتقد بعضهم أن الدول النفطية مقبلة على كارثة بسبب زيادة كبيرة في إنتاج دول خارج"أوبك"، خصوصاً في أميركا الشمالية، فيما ينخفض الطلب على النفط في أوروبا وأميركا، وستتمثل الكارثة في انهيار أسعار النفط من جهة، وانخفاض الصادرات من جهة أخرى. ويرون أن زيادة الإنتاج في أميركا الشمالية واستغناء الولايات المتحدة عن واردات النفط من الخليج لن يؤثر في دول الخليج لأنها ستبيع النفط إلى الصين وبقية الدول الآسيوية.
هذا الرأي يتناقض مع المنطق لأن انخفاض واردات الولايات المتحدة من دول أخرى، خاصة نيجيريا والجزائر، يعني أيضاً أن هذه الدول ستنافس دول الخليج في آسيا، ويعني أيضاً أن كندا ستنافس دول الخليج في آسيا. وبفرض صحة رأي هؤلاء، فإن تركيز أسواق النفط الخليجي في آسيا خطر، لأن العاقل لا يضع البيض كله في سلة واحدة، والأزمة المالية الآسيوية التي كانت السبب الرئيس في انهيار أسواق النفط عامي 1998 و1999 ما زالت في الأذهان.
هناك أدلة كثيرة على عدم صحة التوقعات القائلة بانخفاض الأسعار، إلا أن إن مجرد التفكير في الوضع الذي يمكن أن تؤول إليه دول الخليج في حال انهيار الأسعار وانخفاض صادرات النفط يوضح مدى خطورة الوضع في هذه الدول، الأمر الذي يتطلب تغييرات جادة قبل فوات الأوان. وعلينا أن نتذكر أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي حالياً تغير تماماً عما كان عليه في منتصف الثمانينات أو عامي 1998 و1999 عندما انهارت أسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل.
وقد يختلف الخبراء حول الحلول، لكنهم يتفقون على أن الثقافة السائدة حالياً يجب أن تتغير، وأن أنظمة التعليم يجب أن تكون أكثر صرامة وجدية، فيركَّز على النوع بدلاً من الكم. وبغض النظر عما إذا انخفضت أسعار النفط أم لا، لا بد من حل جذري في دول الخليج لمنع حصول أزمة.
يحتج القائلون بانهيار أسعار النفط بزيادة إنتاج أميركا الشمالية والعراق، والبعض يضيف ليبيا، ثم زيادة الإنتاج في البرازيل. إلا أن هذه التوقعات فيها بعض المبالغات التي لا يمكن قبولها. هم يفترضون، مثلاً، أن إنتاج كندا سيزداد بمقدار ثلاثة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2020، وهذا أقرب إلى المستحيل لأسباب فنية ومالية. ويفترضون أن كل النفط الكندي سيباع في الولايات المتحدة، وهذا رأي لا تدعمه الأدلة الحالية والتي تشير إلى بناء أنابيب من ألبرتا إلى سواحل ولاية بريتيش كولومبيا الكندية، وهذا يعني أن بعض النفط الكندي سيباع في الأسواق الآسيوية.
ويفترضون أن إنتاج النفط العراقي سيتضاعف بحلول 2020، وهذا أمر لا تدعمه البيانات التاريخية. فالأدلة التقنية والاقتصادية تشير إلى أن إنتاج العراق لن يتجاوز خمسة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2020، وذلك على أحسن تقدير. واحتمال أن ينتج العراق أربعة ملايين برميل يومياً في ذلك الوقت أكبر بكثير. أما بالنسبة لإنتاج ليبيا والسودان واليمن وسورية، فالتقارير القائلة بانهيار أسعار النفط تعتمد على ما تعلنه هذه الحكومات، وتفترض حلاً سريعاً في كل من السودان واليمن وسورية.
لكن نظرة عاجلة إلى تاريخ الدول التي عانت تغيرات كبيرة، تبين أن إنتاج هذه الدول سيكون متقطعاً، وقد يتوقف أحياناً. في ظل هذا التوقف والتقطع، ليس منطقياً توقع أي نمو في إنتاج هذه الدول، أو عودة إنتاجها بالكامل.
ويفترض من يقول بانهيار الأسعار أن استهلاك النفط في كل من أوروبا والولايات المتحدة سيستمر بالهبوط في شكل يتناسب مع الهبوط الذي شهدته هذه الدول في السنوات الأخيرة، وهذا رأي غير مقبول. فالطلب على النفط في أوروبا سيزيد بمجرد خروج الدول الأوروبية من أزمتها المالية الحالية. أما الهبوط في الطلب الأميركي فبلغ أدنى ما يمكن أن يصل إليه في ظل الظروف الاقتصادية والتكنولوجيا المتوافرة، وليس هناك سبب يسوغ استمراره في الهبوط. وبتجاهل من يقول بانهيار أسعار النفط دور نوعية النفوط في أسواق النفط فأميركا الشمالية في شكل عام ستعاني نقصاً في النفوط المتوسطة النوعية والثقيلة. وتتجاهل هذه التقارير قدرة السعودية على خفض الإنتاج بكميات كبيرة في حال انخفاض الأسعار.
وكان أحد التقارير أورد كل الأدلة التي تشير إلى انهيار أسعار النفط في شكل كبير عامي 2013 و2014. واختُتم التقرير بالجملة التالية:"الأسعار ستنخفض إلا إذا خفضت السعودية الإنتاج"!
الحقيقة أن زيادة الإنتاج في أميركا الشمالية يقابلها هبوط كبير في الإنتاج في دول العالم الأخرى، فيما تعاني دول نفطية كثيرة مشاكل سياسية. وليس هناك أي مشاريع لتوسيع الطاقة الإنتاجية في شكل ملحوظ في دول"أوبك"إلا في العراق، وحتى هذا سيكون محدوداً.
أضف إلى ذلك أن ثبات الطاقة الإنتاجية في غالبية دول"أوبك"يعزز احتمال تراجع الصادرات النفطية مع الوقت بسبب زيادة الاستهلاك المحلي والعجز في الكهرباء. ويُلاحظ أن السعر الذي تطلبه دول"أوبك"لتلافي أزمات على أراضيها يزداد باستمرار، أصبح حالياً بين 80 و90 دولاراً للبرميل.
وهذا يعني أن انخفاض الأسعار إلى أقل من هذه المستويات، سيجعل هذه الدول تخفض الإنتاج لرفع الأسعار. وهكذا فإن أسعار النفط ستراوح حول المستويات الحالية، ولن تنهار كما يتوقع.
* اقتصادي في شركة"إن جي بي"الأميركية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.