هل ثمة فائدة ترتجى من رفع الحظر جزئياً عن تجارة العاج لإنقاذ الفيل الافريقي من الاندثار؟ وهل إجازة الإتجار بقرون وحيد القرن هي السبيل الامثل الى تفادي انقراضه، على ما يوصي 4 علماء في مجلة"سيانس"؟ لا شك في ان مكافحة تجارة الاجناس المتوحشة فاشلة ولا فائدة ترتجى منها. ومثل هذه النقاشات هي مدار المؤتمر السادس عشر الدولي لتجارة الحيوانات المتوحشة والنبات البري المنعقد في بانكوك بين الثالث من الشهر الجاري والرابع عشر منه. فالاعتداءات على الاجناس البرية تساهم في زعزعة استقرار مجتمعاتنا، وتفاقم النزاعات الاقليمية، وتطعن في دور دولة القانون، وتقوّض تنمية الجماعات المحلية الاقتصادية وتحرمها من مواردها الطبيعية. يخلص صندوق الطبيعة الدولي الى ان هذه التجارة غير المشروعة وثيقة الارتباط بتبييض الأموال وبالفساد. واتفاق"سايتس"المبرم في 1973 والذي أقرته 177 دولة يرمي الى حماية التنوع البيئي والحرص على ألا تؤدي تجارة الأجناس البرية، الحيوانية والنباتية، الى انقراضها. وأدرج الاتفاق حيوانات ونباتاً في طور الانقراض على لوائح الحماية الدولية. والملحق الرقم واحد يحظر تجارة هذه الحيوانات والنباتات. والملحق الرقم 2 يدرج أجناساً قد تنقرض إذا لم تضبط حركة تجارة"اعضائها". فتجارة هذه الاجناس مقيدة بضمان الدول ان المواد المستخرجة منها استخرجت من غير مخالفة القانون ولم تؤد الى وفاة الحيوان. ونحو ألف جنس مدرج في الملحق الرقم واحد من 5 آلاف جنس حيواني و28 جنساً نباتياً مدرجة في لوائح"سيت". ومن الحيوانات في الملحق الرقم واحد القردة الكبيرة والفيلة والنمور وعدد من السلاحف والعصافير. وكانت الحيوانات هذه لتنقرض لولا حمايتها. ويدرس عشرات الديبلوماسيين 55 اقتراحاً قدمتها 55 دولة لتعديل لوائح حماية الحيوانات. وكثر يدعون الى حماية الكائنات البحرية مثل القرش وخشب الأبنوس والخشب الوردي. وغيرهم يدعو الى حماية الدب القطبي ووحيد القرن الابيض اللون وأنواع من الضفادع والسلاحف، ونبات الزينة والنبات الطبي. ولم تُسنّ بعد عقوبات قانونية دولية تقتص من تجارة مثل هذه الحيوانات. وبلغ عدد الفيلة المقتولة في 2011 طمعاً في عاجها نحو 25 ألفاً، وارتفع العدد ارتفاعاً كبيراً في العام المنصرم. وانخفض عدد الفيلة على وجه المعمورة الافريقية الى اقل من 500 ألف. وتدعو جمعيات بيئية الى الاقتصاص من نيجيريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية وتايلند، فهذه الدول ضالعة بتجارة العاج. وقبلة التجارة هذه في السوق السوداء هي الصين، ف70 في المئة من الطلب العالمي على العاج مصدره الصين. وبحسب الصندوق الدولي لحماية الحيوانات، تضاعف سعر العاج ثلاث مرات، والفيل لا يسعه حسد وحيد القرن، فحال الأخير بالغة السوء. ولم تعد القارة الافريقية تحتضن غير 25 الف وحيد قرن. وزاد معدل اصطيادها 50 في المئة في 2012، فقتل منها اكثر من 668. والطلب على قرون"الوحيد"كبير في آسيا، وفي فيتنام تحديداً، وتنسب اليها فوائد طبية وجنسية. * مراسلة، عن"لوموند"الفرنسية، 3-4/3/2013، إعداد م.ن.