أثارت تصريحات السيد مهدي طائب التي اعتبر فيها الهجوم على سورية هجوماً على محافظة خوزستان علامات استفهام. فمن أين لدولة خارجية ان تتبوأ هذه المكانة في ايران؟ وهل يجوز القول إن اهمية هذا البلد تضاهي اهمية محافظة ايرانية؟ وهل اعلنت الدول الغربية الهجوم على سورية ليدلي السيد طائب بمثل هذا التصريح؟ وعلى خلاف ما يعلنه الاصوليون في ايران، لم تعلن الدول الغربية ولا حلف"الناتو"الحرب على سورية. فما يشاع في ايران ضعيف الصلة بالواقع. وتعارض هذه الدول انشاء منطقة حظر جوي، وترفض الولاياتالمتحدة تزويد المعارضة السورية المسلحة صواريخ مضادة للطائرات، على رغم دعوات بعض الدول الاقليمية المعارضة للنظام السوري. والجيش السوري استخدم كل انواع الطيران الحربي ضد المواقع المحررة، وأعاق تقدم القوات المعارضة. وتتبجح واشنطن بعدم تجهيز المعارضة بالمضادات الجوية متذرعة بالخوف من وقوعها في يد المتطرفين من فصائل المعارضة الذين يسيطرون على بعض المناطق السورية. ويخشى ان تستخدم هذه الفصائل تلك الأسلحة ضد الطيران المدني في اوروبا والولاياتالمتحدة وأفريقيا. لذا، وتيرة تقدم قوات المعارضة بطيئة. فمواقعها تحت رحمة الطيران الحكومي، ولكن، لن تبقى الأمور على هذه الحال وستتمكن المعارضة، عاجلاً ام اجلاً، من الحصول على المضادات الجوية فتتقدم بسرعة اكبر نحو أهدافها. والنقطة الأخرى التي يلتزم بها السيد طائب ورفاقه في ايران هي اعتبار سورية جزءاً من جبهة المقاومة في المنطقة الى جانب ايران و"حزب الله"وحركة"حماس". وحري بنا ألاّ نغفل أن"حماس"وغيرها من الحركات الفلسطينية انسحبت من المعادلة السورية وانحازت الى المعارضة. ف"حماس"هي حركة الاسلاميين و"الاخوان المسلمين". ولا يسعها، تالياً، ان تقدم نظام بشار الأسد العلماني على"الاخوان المسلمين"في سورية ومصر والدول الأخرى العربية. وحبذا لو يطلعنا الأصوليون الإيرانيون على لائحة بأعمال مقاومة النظام السوري إسرائيل منذ حرب رمضان تشرين الأول- اكتوبر 1973، وقبل كل هذا، يجب ان نتذكر ايضاً ان العلويين الذين يحكمون سورية منذ 50 سنة لا يشكلون اكثر من 12 في المئة من الشعب السوري وتعداده 22 مليون نسمة! ويسيطر هؤلاء على الاجهزة العسكرية والامنية والاجهزة التنفيذية والديبلوماسية والاقتصادية منذ عقود. ومدعاة اسف ان يضحّي السيد طائب ومن يشاطره الرأي في إيران، بمصالح ايران البعيدة الأمد في العالم العربي والشرق الأوسط لحساب مصالح آنية بعيدة من الواقع. وعوض مؤازرة الشعب السوري، وقفت ايران الى جانب روسيا والصين ومليوني علوي. وموقفها لن يثمر غير تعاظم العداء بين الشيعة والعرب السنّة. * محلّل، عن"قانون"الايرانية، 16/2/2013، إعداد محمد صالح صدقيان