كان لافتاً في مسار أعمال لجنة الخمسين لإعداد دستور مصر، الذي سيطرح قريباً في استفتاء عام، مشاركة بعض أعضائها لمتابعيهم على موقعي"فايسبوك"و"تويتر"، عما يحصل في عمل اللجنة. مسعد أبو فجر، الناشط السيناوي، اختار صفحتيه على الموقعين، لطرح مادة محاكمة المدنيين عسكرياً للنقاش، علماً أنها أجيزت في النهاية، على رغم معارضته لها هو وخمسة أعضاء آخرين. أما الفنان التشكيلي محمد عبلة فأعطى متابعيه وقتاً وفيراً، ودأب على إحاطة الجمهور الافتراضي بتفاصيل عمل اللجنة عبر تقارير مدعومة بالصور. واختار عمرو الشوبكي الباحث السياسي والنائب السابق، الدخول وإن متأخراً في نقاشات مع أصدقاء صفحته الشخصية ومتابعيه، بالأخص حول مادة محاكمة المدنيين عسكرياً والنظام الانتخابي وقد رفض اقتراحه في التصويت النهائي، ثم مادة تتعلق بانتداب القضاة. المخرج المعروف خالد يوسف جعل تحديثاته الافتراضية القليلة متاحة للجميع. لكنه أراد حصر التعقيب عليها بأصدقائه. ودافع في تعليق له عن موافقته على مادة محاكمة المدنيين عسكرياً، ونال نصيبه من الانتقادات وأحياناً الهجوم من بعض المعلقين. وكانت أعمال اللجنة في بدايتها تُذاع، خصوصاً الجلسات التي تعرض لآراء ممثلين لقطاعات المجتمع المختلفة، ثم اكتُفي لاحقاً بمؤتمر صحافي يعقده الناطق باسم اللجنة الكاتب محمد سلماوي"عند اللزوم"، لشرح ما أنجز من عمل. صفحة محمد عبلة التي نشرت صورة لطالب في كلية الفنون في عام 1927 وأمامه موديل عارية، أثارت الانتقادات خصوصاً من إسلاميين وموالين للرئيس المعزول محمد مرسي، إذ اعتبروا أن من غير اللائق أن يكون ضمن من يعدون دستور البلاد. عبلة الذي لم يبال بالموضوع، انتقد بدوره وضع السلطات المصرية حجر الأساس لنصب"شهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو". وعلى رغم أنه علق على الجانب الفني، فإن كثيرين انتقدوا تكريم النظام ذكرى شهداء من دون الاقتصاص من قتلتهم، مع العلم بأن النصب وضع ليفتتح في الذكرى الثانية لأحد أكثر أحداث الثورة المصرية دموية، وهي"مذبحة شارع محمد محمود"، إلا أن متظاهرين انقضوا عليه وحطموه. وكانت لجنة الخمسين أنشأت صفحة على"فايسبوك"تابعها نحو 40 ألف شخص، وأخرى على"تويتر"لنشر المواد التي تحظى بتوافق عام. ولم يتابع حساب اللجنة على"تويتر"سوى 3324 شخصاً، خصوصاً في الأيام الأخيرة للتصويت على المواد. واكتفى من يدير الحساب بالتحديث حتى 22 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وكان يعيد نشر بعض تحديثات أعضاء اللجنة والناطق باسمها. وبحسب إحصاءات أخيرة، فإن هناك 16 مليون مصري يستخدمون"فايسبوك"، وهو نحو نصف مستخدمي الإنترنت، ونحو 19 في المئة من سكان البلاد. ويشهد"فايسبوك"إقبالاً متزايداً خصوصاً بعد انتفاضة عام 2011 التي دعا إليها ناشطون عبر هذا الموقع، وأنهت بتظاهراتها الشعبية حكم الرئيس السابق حسني مبارك.