هذه مرة من المرات النادرة التي يضطر فيها بلاتر إلى الاعتذار والتبرير والظهور في موقف الضعيف، ليسارع ويقول:"عفواً.. لم أكن أقصد"! هذه المرة لم ينتقد رئيس اتحاد أو يهاجم لجنة منظمة أو يسخر من قرار حكومي، وإنما أوقع نفسه في مأزق لا مبرر له مع أحد نجوم اللعبة الذين يتمتعون بشعبية جارفة، فبرهن على أن دروب الإدارة شيء، والاقتراب من نجوم يحتَمُون بحب جماهيرهم شيء آخر. لو اكتفى بالكلام والحديث عن كريمات الشعر، ولم ينهض من كرسيه ليحاكي ويقلد و"يستظرف".. لربما لم تنله سهام النقد الجارحة، ولم يضطر إلى الاعتذار السريع! ما شأنك يا"ريّس"لتدخل على الخط بين ميسي ورونالدو؟.. وكيف تنحاز وأنت رئيس"فيفا"لمصلحة ميسي بهذه الصورة الفجة؟.. وماذا لو حدث وفاز ميسي مجدداً بالكرة الذهبية، كيف سيثق الناس في الاختيار والرئيس أعلن مسبقاً أنه يفضل ميسي؟ أم إنه سيضطر إلى منحها لرونالدو حتى يعوضه عن ذلك الموقف المحرج الذي وضع نفسه فيه.. في ظل ما حدث وبعد هذه الضجة، قد تكون الفرصة متاحة اليوم أمام ريبيري للفوز بالجائزة، ليريح بلاتر ويستريح! لن أتوقف أمام تفاصيل حكاية بلاتر مع ميسي ورونالدو، بل سأتوقف أمام أمر آخر وهو التغير الذي يطرأ على شخصية بلاتر عاماًَ بعد آخر حتى باتت تفقد توازنها تدريجياً، لا شك في أن عامل السن أصبح أبرز عواملها وأسبابها. "فيفا"أصبح في حاجة ملحة إلى تغيير قياداته، وأولها منصب الرئيس.. أصبح في حاجة إلى ضخ دماء جديدة تعيد إليه شبابه، بغضّ النظر عن أن البديل هو ميشيل بلاتيني أو غيره.. المهم أن"فيفا"بات في حاجة ملحة إلى تغيير، وعمليات التجميل كلها التي تجري لصورته حالياً لن تُجديه نفعاً، بعد أن أصبحت أقرب إلى عمليات"ترقيع"أكثر من كونها"تجميل"..! مطلوب رئيس شاب يعيد إلى"فيفا"قوته وهيبته ونزاهته التي تآكلت مع مرور الزمن، ولا أتصور أن بلاتر هو القائد المناسب الذي يستطيع تسيير دفة الأمور في فترة الولاية المقبلة الممتدة من 2015 إلى 2019. هذه المرة لا نتحدث عن الفساد المتغلغل حتى النخاع في جسد"فيفا"أو عن الديكتاتورية التي يقود بها بلاتر هذه المنظمة الكبيرة، بل نتحدث عن ضرورة تغيير تفرضها عوامل الطبيعة والتقدم في السن وما أفرزه من قرارات عدة يتخذها الرئيس ثم يعدل عنها، قبل أن نصل اليوم إلى تصريحات يطلقها ثم يعتذر عنها بعد أن تثير دهشة العالم! على ما يبدو أن الجمعية العمومية ل"فيفا"مطالبة في انتخابات الرئاسة خلال الصيف المقبل أن تتحمل مسئولياتها التي تخلت عنها على مدار عقود طويلة لبلاتر بدافع الخوف من سطوته، وتختار رئيساً جديداً لديه من القوة البدنية والذهنية ما يؤهله لإدارة مسيرة اللعبة في العالم.. يجب أن تطرح أسرة كرة القدم مرشحاً جديداً لمنافسة بلاتيني غير بلاتر الذي سيبقى بلا شك متشبثاً بكرسيه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. هذه المرة قام بلاتر بمحاكاة خطوات كريستيانو رونالدو، ولو انتظرت الجمعية العمومية ل"فيفا"حتى العام 2019 كي تتشجع وتقوم بالتغيير، فلا تتعجبوا لو شاهدنا بلاتر قريباً يحاكي مشية شارلي شابلن! [email protected]