قال الرئيس السوري بشار الأسد إن تركيا ستدفع غالياً ثمن دعمها"الإرهابيين"الذين يحاربون من أجل الإطاحة بالنظام السوري، في وقت تظاهر سوريون في مناطق مختلفة في البلاد في"جمعة شكراً تركيا". وقال الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون"هالك تي في"التركية المعارضة، إن"تركيا ستدفع غالياً ثمن دعمها الإرهابيين في سورية"، معتبراً أن ل"هؤلاء الإرهابيين تأثيراً على تركيا في المستقبل القريب". وكان مقاتلو"الدولة الإسلامية في العراق والشام"تقدموا في مدينة أعزاز في ريف حلب في شمال سورية على بعد خمسة كيلومترات من حدود تركيا. وقال الأسد إنه"ليس من الممكن استخدام الإرهاب كورقة لتلعب بها ثم تضعها في جيبك، لأن الإرهاب هو مثل العقرب الذي لا يتردد في لدغك عندما يحين الوقت". كما انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي كان يقيم معه في السابق علاقات وثيقة، قائلاً إن"كل ما يقوله أردوغان عن سورية وشعبها حفنة أكاذيب فيما لا يقوم سوى بدعم الإرهابيين". وكان البرلمان التركي جدد أول من امس لسنة إضافية موافقته على إرسال قوات تركية إلى سورية في حال دعت الحاجة لذلك. وتم التصويت على الاقتراح بهذا الشأن بفضل الأكثرية المريحة التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان في البرلمان. وصوت حزبان من أحزاب المعارضة الثلاثة ضد هذه الموافقة. وكان النواب الأتراك صوتوا في الرابع من تشرين الأول أكتوبر 2012 على مذكرة تتيح للحكومة خلال عام الأمر بعمليات مسلحة في سوريا عند الحاجة، وذلك غداة مقتل خمسة مدنيين أتراك بقذائف سورية سقطت داخل الأراضي التركية. في المقابل، دعا ناشطون سوريون معارضون للنظام عبر صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت إلى التظاهر أمس تحت شعار"شكراً تركيا". وجاء في تعليق على صفحة"الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011"على موقع"فيسبوك"حول سبب اختيار هذا الشعار:"لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، شكراً تركيا، فقد تحملتم الكثير، وقدمتم الكثير، واستقبلتم السوريين كضيوف ... كلمات الشكر وحدها لن تكفي، لكنها جزء من امتناننا لكم، وعرفاناً بجميل لن ننساه، شكراً لكم". من جانب آخر، أكد الرئيس السوري أنه سيلتزم بقرار الأممالمتحدة حول الأسلحة الكيماوية الذي اعتمد في 28 أيلول سبتمبر الماضي، لكنه نفى شن أي هجوم كيماوي ضد شعبه. ورداً على سؤال حول المروحية السورية التي أسقطها الطيران التركي في 16 الشهر الماضي بعدما دخلت المجال الجوي التركي، أقر الأسد بأن هذه المروحية خرقت المجال الجوي التركي. وأشار إلى أن هذه الطائرة كانت تعمل لمنع"تسلل عدد كبير من الإرهابيين". ولفت الرئيس الأسد إلى أن"المسلّحين قاموا بالتمثيل بجثتي الطيارَين السوريَّين". وقال الأسد انه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في انتخابات الرئاسة المقررة منتصف العام المقبل لأن الوضع على الأرض يتغير بسرعة كبيرة. وأضاف أنه لن يترشح إلا إذا كان السوريون يريدون هذا، مشيراً الى ان الصورة ستكون أوضح خلال من اربعة إلى خمسة أشهر.