أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أن تركيا ستدفع ثمناً غالياً لدعمها مقاتلي المعارضة، الذين يسعون للإطاحة به، متهماً أنقرة بإيواء "إرهابيين" على حدودها وتوقع أنهم سينقلبون عليها قريباً. وفي مقابلة مع قناة (هالك تي.في) التلفزيونية التركية تذاع في وقت لاحق الجمعة، قال الأسد إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "متعصب" وإن تركيا تسمح "للإرهابيين" بعبور الحدود ومهاجمة الجيش السوري والمدنيين. وأضاف الأسد، في المقابلة التي نشرتها القناة على موقعها على الإنترنت، موجهاً حديثه إلى تركيا، أنه لا يمكن وضع "الإرهاب" كبطاقة في الجيب واستخدامها وقت الحاجة، لأن الإرهاب كالعقرب الذي سيلدغ في أول فرصة تتاح له. وقال إن هؤلاء "الإرهابيين" سيؤثرون في تركيا في المستقبل القريب، وإن تركيا ستدفع الثمن غالياً. وتمتد الحدود التركية السورية مسافة 900 كيلومتر. وتعتبر تركيا من أشد منتقدي الأسد وتدعم المعارضة بقوة لكنها تنفي تسليح المقاتلين. واتهم الأسد، أردوغان الذي ينتمي لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، بأن لديه أجندة طائفية. وذكر الرئيس السوري أن أردوغان قبل الأزمة لم يكن يذكر الإصلاحات أو الديمقراطية، ولم يكن قط مهتماً بمثل هذه القضايا، وكان فقط يريد أن تعود جماعة الإخوان المسلمين إلى سوريا، وكانت هذه غايته وهدفه الرئيسي. وتنفي حكومة أردوغان تلك الاتهامات. وحول مستقبله السياسي، أكد الأسد أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، لأن الوضع على الأرض يتغير بسرعة كبيرة. وأضاف أنه لن يترشح إلا إذا كان السوريون يريدون هذا، مؤكدا أن الصورة ستكون أوضح خلال فترة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أشهر. وفي هذه المقابلة، نفى الأسد مجددا أن تكون قواته استخدمت السلاح الكيمياوي، وألقى باللوم في هذه الهجمات على المعارضة. وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تتسارع عملية تنظيم مؤتمر ثان في جنيف إذا ما سلمت سوريا أسلحتها الكيمياوية، ذكر أنه لا يرى صلة بين الأمرين. 5