على رغم أن مياه البحار تغمر ثلاثة أرباع الكوكب الأزرق، تغيب السواحل عن كثير من البلدان. ولا يتردّد البعض في الربط بين السواحل وأحوال الدول. وإذ تبدو أفغانستان من دون ساحل بحري، فلربما تبادر إلى بعض الأذهان أن مشاكلها متّصلة بغياب البحر عنها. في المقابل، تبدو كثير من البلدان البحرية مستقرة، كأستراليا وكندا وإنكلترا واليابان والولايات المتحدة، بل أنها تستفيد من مزايا البحار، وتساهم في تطوير البحوث العلمية عنها. وهناك بلدان واسعة السواحل، مثل اليونان وإسبانيا وقبرص وإيطاليا، لكنها غارقة في مشاكل شتى. وإضافة إلى الصيد والسياحة، يلعب البحر دوراً كبيراً في تبادل السلع بين الأمم. وينجَز 95 في المئة من التجارة عن طريق النقل البحري، عبر 50 ألف باخرة تجارية. هناك 48 بلداً لا سواحل فيها. وتملك بعض الدول ساحلاً صغيراً. فمثلاً، يمتلك العراق 58 كيلومتراً على الخليج العربي، ويطل الأردن على البحر الأحمر عبر 26 كيلومتراً عند خليج العقبة، إضافة إلى"ساحله"الطويل مع البحر الميت. وتملك كندا الساحل الأطول 200 ألف كيلومتر لكن جلّه في القطب المتجمد الشمالي. وتأتي بعدها النرويج 84 ألف كيلومتر. ويتعدى طول الساحل في المغرب والصومال، ال3000 كيلومتر. وتطل الدول العربية كلها على البحر، كما يبلغ مجموع طول سواحلها قرابة 30 ألف كيلومتر. ويتعدى الساحل طول ال 2000 كيلومتر في مصر وعُمان والمملكة العربية السعودية، كما يفوق ال 1000 كيلومتر في اليمن وليبيا والجزائر وتونس والإمارات. ويشكّل الساحل 16 في المئة من مساحة لبنان، بطول 225 كيلومتراً. ومع ارتفاع مياه البحار بأثر التغيّر في المناخ، ترتسم ظلال كوارث طبيعية قاسية للتجمعات السكنية الساحلية. في المقابل، ربما أنقذت البحار البشر من مشاكل مستقبلية كبيرة في الغذاء والطب. يكفي أنها تضمّ ملايين الأنواع البحرية غير المعروفة التي تشكّل مجالاً واسعاً لأعمال الاقتصاد والمهن والبيئة والعلوم وغيرها.