تسبب ارتفاع أسعار الفنادق والشقق السكنية في مكةالمكرمة خلال موسم العمرة في رمضان المبارك، بارتفاع أسعار حملات العمرة الداخلية بنسبة تصل إلى أكثر من 40 في المئة، ما جعل المستثمرين في هذا القطاع يطالبون الجهات المختصة بالتدخل والحد من أسعار السكن التي ارتفعت بنسب تتجاوز 200 في المئة. وطالبوا بإيجاد مشاريع سكنية على أطراف مكة مخصصة للمعتمرين وبأسعار مناسبة، أو الاستفادة من المشاريع الموجودة في منى، لحل هذه الأزمة التي تضرر منها معتمرو الداخل والخارج وساهمت في تراجع عدد المعتمرين مقارنة بالسنوات الماضية. وقال مدير شركة"الإحسان للحج والعمرة"عبدالله الغامدي، إن قطاع العمرة الداخلية ما زال يعاني من مشكلة عدم وجود حجوز في الطيران الداخلي، وارتفاع أسعاره، ويضاف إليها ارتفاع أسعار السكن في مكة التي تضاعفت، مطالباً بتدخل الجهات المختصة لمعالجة هذه المشكلة التي يعاني منها المعتمرون من الداخل والخارج. وطالب بإيجاد بدائل لإسكان المعتمرين، إذ اقترح إنشاء أحياء سكنية على أطراف مكة ومرتبطة بالحرم المكي تكون مخصصة للمعتمرين وبأسعار مناسبة، إضافة إلى الاستفادة من الإسكان المخصص للحجاج في مشعر منى، إذ يفتَح للمعتمرين في رمضان. وأكد الغامدي أن العمرة هذا العام تشهد طلباً وسط الأسبوع، فيما كان معظم المعتمرين سابقاً يرغبون في أداء المناسك نهاية الأسبوع، مرجعاً السبب إلى شح في السكن وارتفاعاً في الأسعار، بينما وسط الأسبوع تستقر الأسعار ويتوافر السكن إلى حد ما. وذكر أن أسعار العمرة من خلال الحملات مستقرة، لكن الارتفاع يأتي من خلال أسعار السكن والطيران، إضافة إلى عدد الأيام التي يقضيها المعتمر في مكة، لافتاً إلى عدم تراجع في عدد المعتمرين مقارنة بالأعوام الماضية، على رغم ارتفاع أسعار السكن وعدم توافر حجوز، إذ اعتمد كثيرون من المعتمرين على سياراتهم. وأكد مسؤول حملة"الأجور للحج والعمرة"عبدالعزيز القحطاني، أن أسعار السكن في مكة تضاعف هذا العام ما جعل كثيرين من المعتمرين لا يبقون في مكة إلا يوماً، إضافة إلى أن وجود شح في الشقق والغرف بسبب حجزها من معتمري الخارج. وأشار إلى أن الطلب على العمرة كان في بداية رمضان محدوداً، إلا أنه ارتفع بعد نهاية الأسبوع الأول، متوقعاً أن يشهد النصف الثاني من شهر رمضان ازدحاماً كبيراً، وارتفاعاً في عدد المعتمرين من الداخل والخارج. شركات الطيران وأكد القحطاني أن برامج شركات العمرة تعاني من مشكلة حجوز الطيران، إذ إن"الخطوط السعودية"تؤجر طائرات بالكامل وليس مقاعد، لافتاً إلى أن الرحلات بالحافلات براً كانت في السابق تراوح بين 20 و30 حافلة في اليوم، أما الآن فلا تتجاوز 4 حافلات، لأسباب شح السكن في مكة وارتفاع الأسعار. وأشار إلى أن كثيراً من الفنادق في مكة تحجَز من قبل حجاج الخارج، خصوصاً أنهم مرتبطون ببرامج تعَد مع بداية موسم كل عمرة، على رغم أن أعداد حجاج الخارج أقل من العام الماضي، بسبب عدم توافر السكن، خصوصاً عقب التوسعات التي قامت بها الدولة أخيراً. ويقول السعودي عبدالرحمن الزاهبي إن أسعار حملات العمرة الداخلية خلال رمضان مرتفعة، إذ زادت بعضها بنسبة تتجاوز 40 في المئة، بسبب ارتفاع أسعار السكن في مكةالمكرمة بنسبة وصلت إلى 100 في المئة، مقارنة بموسم رمضان الماضي، مشيراً إلى أن إجازة طلاب المدارس هذا العام ساهمت بشكل كبير في اتجاه كثير من العوائل إلى مكةالمكرمة بواسطة سياراتهم بدلاً من السفر بالطائرة، أو الاعتماد على حملات العمرة. ولفت إلى أن كثيراً من حملات العمرة تعتمد على المقيمين في برامجها، خصوصاً أنهم يذهبون إلى مكة ويبقون فيها يومين أو ثلاثة فقط، إضافة إلى الحملات التي تذهب من خلال الجمعيات الخيرية. وتشير إحصاءات إلى أن عدد شركات العمرة والحملات والمكاتب العاملة في هذا النشاط، يتجاوز ألف شركة وحملة ومكتب، ولديها برامج مختلفة بواسطة الطائرة أو بالحافلات أو حجز سكن في مكة.