بعد"نجاح"ثورة 25 يناير، عمل مدير مسرح الشباب في القاهرة شادي سرور على تنظيم ورشة عمل بعنوان"حلم الشباب"، لتعليم وجوه شابة وغير معروفة التمثيل والإخراج والتأليف وتركيب الديكور. ونجحت الورشة في تقديم باكورة أعمالها"شيزلونغ"التي عبر فيها الشباب عن أحلامهم وطموحاتهم بعد الثورة. يقول مخرج العمل الشاب محمد الصغير ل"الحياة":"بعد تخرجي، التحقت بمعهد الفنون المسرحية، إلا أن خلافاً حدث بيني وبين المخرج جلال الشرقاوي جعلني أترك دراستي في المعهد. وحصلت بعد ذلك على فرصة للتمثيل في مسرحية"روميو وجوليت"ونلت الجائزة الأولى على مستوى الجمهورية في مهرجان المسرح القومي عام 2008. ثم قررت الدراسة في ورشة المخرج خالد جلال في مركز الإبداع الفني والتعلم وتخرجت في الدفعة الأولى لمركز الإبداع الفني". ويضيف الصغير:"وجدت الفرصة التي أبحث عنها لأنفذ عملياً ما تعلمته في ورشة خالد جلال من خلال عمل مسرحي قائم على الورشة الارتجالية، عندما عرض عليّ مدير مسرح الشباب شادي سرور إخراج ارتجالية"شيزلونغ"التي وضعت فيها كل الخبرة التي جمعتها". وعن تجربة الارتجالية على المسرح، يوضح:"المسرحية ارتجالية، بمعنى إنه لا يوجد نص مسرحي أكرره كل ليلة، وإنما مجرد فكرة أنقلها إلى أبطال المسرحية الواقفين أمامي وكلهم من الشباب، والمجموعة تفكر وترتجل مشاهد". وتدور فكرة"شيزلونغ"حول طبيب أمراض نفسية يعالج المرضى في جلسات يؤدي دوره الفنان الشاب سامح عبد السلام ويستخدم أسلوب"سيكودراما"الذي يعتمد على الدراما في معالجة المرضى من خلال التمثيل أو الغناء أو الصراخ أو الرقص، سعياً لتخليصهم من أمراض مختلفة مثل مريض الكرة، المريض الموسوس، مريض الزمن الجميل، المريض الصيني، المريض النوبي، مريض الوحدة. وهناك مريضان أطلق عليهما الطبيب النفسي اسمي"زيطة و"زمبليطة". وعن المواضيع المستخدمة في ارتجالية"شيزلونغ"يشير الصغير إلى استخدامه مواضيع الساعة مثل النائب في مجلس الشعب الذي كان يريد إلغاء اللغة الإنكليزية في المناهج الدراسية وتدريس اللغة العربية فقط، الانفلات الأمني في مصر، أحداث مذبحة بورسعيد، الجيش العربي، أزمة البنزين، اختفاء أنابيب الغاز... ويوضح أن صعاباً عدّة واجهته في اختيار فريق العمل لأن الفكرة جديدة ولا بد من توافر صفات معينة في الشخصيات التي تجسد الارتجالية. ومن بين العشرات اختار 17 ممثلاً من جامعتي عين شمس والقاهرة، وحرص على أن تكون الأعمار متقاربة لتثبيت التفاهم والانسجام. وعن مدى نجاح الارتجالية يقول:"في بداية العرض المسرحي انتابني شعور من الخوف والتوتر، ولكن الحضور المكثف للعائلات والشباب والعديد من الفنانين، ومنهم الفنان محمود حميدة الذي حضر لمشاهدة العرض مرتين مع أسرته، أراحني".