أكد المدير العام لإدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق أن التقديرات الموجودة حالياً بين خبراء من الغرب تؤكد أن نحو 6000 موقع إلكتروني حول العالم لها علاقة بالتطرف، وأن منشأ هذه المواقع هو «الغرب»، مشيراً إلا أنه مع ذلك لا يزال هناك خلط في المفاهيم المتعلقة بالإرهاب. ودعا الهدلق القطاع الخاص في المملكة إلى دعم البرامج التي تعمل لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أنه «لولا نجاحات الأمن في مواجهته لتدهور حال الاقتصاد، ولحقهم الضرر، ولذلك هم أول المستفيدين من نجاح الأمن»، مشدداً على ضرورة لعب دور أكبر في اتجاهات المواقع الدعوية، والحد من إمكان جعلها أرضاً خصبة لنشر الغلو والتطرف والإرهاب. وقال الهدلق في ورقة عمل قدمها أمس في ندوة المواقع الدعوية السعودية: «إن هناك خلطاً لدى كثيرين حول مواقع أصحاب الفكر الضال والعراك الاجتماعي حولهم، إذ إن بعض الخبراء يؤكدون وصول المواقع المتطرفة حول العالم إلى 6000 موقع إلكتروني، وتشمل بعض المواقع الدينية وهذا من الخلط الخارجي». وأضاف: «نحن لدينا في الداخل وخلال نقاشاتنا الداخلية خلط كبير، وتحديداً في المواقع الدعوية التي تترك القاعدة جانباً، وتجد الحرب بين فئة وفئة أخرى، فيجب علينا أن نحدد من هو خصمنا، هل هي القاعدة أم الصحويون أم من؟ وطالما فتحنا الحرب على جبهات عدة، أدركوا أن العطاء قل». وقال الهدلق: «لا يجب إطلاق مسمى الجهاديين على هؤلاء (أصحاب الفكر الضال)، لأنهم يفرحون بهذه التسمية مع الأسف، وهي طعن في الجهاد، والمسمى الصحيح لهم هو الفئة الضالة، والوزارة عندما اختارت ذلك لم يأتِ من فراغ، وإنما كان ينص على وجود نسب الضلال لديهم، ولذلك من الصعب أن نقول إن كل السجناء إرهابيون، ولكن هم أهل ضلال بنسب مختلفة، ونسبهم تختلف من شخص إلى آخر». وأضاف: «وزارة الداخلية وضعت استراتيجية للإرهاب وأخرى لمواجهة التطرف، ولدينا ما يسمى بالقوة الناعمة والقوة الخشنة في هذه الاستراتيجية، وتعتمد الناعمة على مواجهة الفكر بالفكر في هذه الساحات، أما القوة الخشنة فهي مرتبطة بحجب المواقع وإغلاقها، وتصل إلى محاكمة من يمارسون أو يحرضون على الإرهاب في الإنترنت»، مضيفاً: «نتمنى أن نرى الاحتساب موجوداً عبر الإنترنت، ومواجهة هذه الفئات الضالة». ودعا المدير العام لإدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية إلى ضرورة أن تكون هناك دراسات متعمقة حول بث الأفكار الإرهابية على شبكة الإنترنت وخطورة فكرهم، وقال: «يجب أن تكون هناك إجراءات متخصصة تتعلق بالإرهاب والغلو والإنترنت، لأن لدينا تاريخاً شحيحاً في هذا المجال وليس لدينا إلا 5 دراسات تقريباً عن ذلك، بل يجب أن نشخِّص واقعهم وأن نعرف أفكارهم وأماكن وجودهم ومدى فاعليتهم وما هي رسائلهم»، لافتاً إلى أن المواقع الإلكترونية «الإرهابية» تنشأ في الغرب، وأن علاج الحجب فعَّال جداً وله آثاره الإيجابية.
