كشف إمام الحرم المكي الشريف الدكتور عبدالرحمن السديس عن عشرة آلاف موقع إلكتروني يهاجم الإسلام بتمويل يبلغ ملياري دولار لا يواجهها سوى مئة موقع إسلامي مع الاختلافات والازدواجية فيما بينها بتمويل ما يتجاوز مليون دولار، مشيرا إلى أن ذلك يبين الفرق الشاسع والتقصير الذريع الذي يقوم به المسلمون في هذا المجال. وقال السديس ل «شمس» عقب مشاركته أمس في ندوة المواقع الدعوية السعودية الإلكترونية التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وذلك بقاعة مكارم في فندق ماريوت الرياض «لعل هذه الندوة تميز بين المواقع الصحيحة ودفع إيجابياتها والمواقع المخالفة ودفع سلبياتها ومن تصطاد في الماء العكر تتضح دائما أموره، والأمة اليوم لديها وعي حيث أصبحت تميز بين الحق والباطل، ولهذا فلا مجال لمن يريد أن يصطاد في الماء العكر فقد وضح الطريق وبانت المحجة». وحدة متكاملة وأكد أنه لا مجال في المملكة لدعاة الفتنة ومثيري الشغب ولا المخلين بالأمن أو من يحمل السلاح أو من يبث الفوضى ويخل بالأمن أو يخرج على ولي الأمر وقيادته بأي ذريعة من الذرائع، مشيرا إلى أن المملكة لها خصوصيتها وميزتها وهي واحة أمن، وهي راعية للمسلمين وحل قضاياهم ولا يمكن أن يسمح فيها بما يعكر صفو الأمن ويخل بوحدة المملكة، ومن أراد النصح فله طرقه الشرعية بأن يكون سرا بينه وولي الأمر عبر القنوات الشرعية والنظامية المتاحة، أما المسيرات والمظاهرات وما يخل بالأمن فهي لا يمكن أن تكون طريقة شرعية أو نظامية موثوقة، بل علينا جميعا أن نكون وحدة متكاملة وأن نعزز الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية، وأن نسد المجال أمام كل معكر للأمن، ومن يريد أن يصطاد في الماء العكر. ونفى السديس وجود حساب له حاليا على موقع «توتير» أو «فيس بوك»، وأوضح «نظرا لرغبة الكثير من المحبين سأعمل حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة سليمة وصحيحة توصل الخير». تكامل القضايا وأكد إمام الحرم المكي الشريف ضرورة التكامل بين المواقع الدعوية في خدمتها للدعوة إلى الله، مشددا على أهمية استثمار جميع الوسائل في إيصال دعوة الله إلى عموم الناس، «لكل زمان مجالاته وأساليبه ووسائله، ولا شك أن التكامل من القضايا المهمة لما فيه من إذكاء التعاون على البر والتقوى، والتعاون بين المواقع الدعوية أصبح مطلبا ضروريا وملحا مع المتغيرات المتسارعة». وقال السديس إن الجهود المبذولة اليوم جهود فردية وحماسات شخصية أدت إلى أصحابها لإنشاء هذه المواقع، وطالب بالتنسيق بينها بدلا من الازدواجية والسلبيات، مؤكدا أن شبكة الإنترنت استغلت استغلالا سيئا من قراصنة الفكر وسماسرة الغلو والجفاء فعملت هذه الخفافيش على نشر ما يقوض الأمن الفكري والمنهج الصحيح، وما يدعو إلى التقصير والتقليل من جانب مسألة حماية العقيدة وحراسة الفكر الصحيح ومنهج الوسطية والاعتدال، وأن التكامل بين المواقع الدعوية يحتاج منا إلى تغير النظر في أهميته وتفعيله وهذا زمان لا يتوسط عنده. معالم الوهم وتناول السديس أهمية استثمار كل الوسائل المعاصرة في الدعوة إلى الله، مشيرا إلى أن شبكة الإنترنت مجال رحب للدعوة إلى الله عبر وسائله المختلفة وطرقه المتعددة والمواقع الدعوية صمام أمان وطرق نجاة من الغلو والإرهاب وفكر التكفير والتدمير وفكر الجفاء والتغريب والعلمنة والعولمة وغيرها من معالم الوهم وهو أرض خصب لنشوء وتكاثر الطفيليات المدمرة والفيروسات القاتلة. وأوصى السديس بضرورة توعية المجتمعات الإسلامية بأهمية التقانة العلمية وسبل استخدامها في الدعوة إلى الله، والعمل على إنشاء موقع إسلامي بل مركز عالمي يكون قاعدة إسلامية رقمية تخدم كل متطلبات المسلمين في المجالات المختلفة وبلغات متعددة وإحياء حركة الترجمة، تدريب كوادر شبابية وتنمية مهاراتهم العلمية وخبراتهم للتصدي للهجمات الشرسة المنظمة ضد الإسلام والمسلمين ولو من بعض أبنائه والتصدي للمواقع الخطرة التي تعمل على إثارة الفتن والشبهات، وإنشاء قنوات ومواقع مخصصة للرد على الشبهات المثارة ضد الإسلام والمسلمين من قبل أعدائه أو من قبل بعض أبنائه الذين حادوا عن منهج الوسطية والاعتدال، إضافة إلى وضع ميثاق شرف أو دستور عام للمواقع الدعوية بإشراف العلماء والدعاة الموثوقين على تنفيذه والتزام المواقع الدعوية بما فيه، قيام هيئة عالمية عليا وظيفتها التنسيق بين المواقع المتعددة ودعم إيجابياتها وتلافي سلبياتها، وأهمية قيام وزارة الشؤون الإسلامية بعمل المظلة المأمونة والمرجعية الشرعية الموثوقة المشرفة على هذه المواقع الدعوية إشرافا مباشرا. ليسوا جهاديين من جانب آخر أكد المستشار الأمني والمدير العام للإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق «عند مواجهتنا لإشكالية التطرف والغلو على الإنترنت ينبغي أن نحدد الخصم، هل من القاعدة أو الصحويين أو السلفيين، أو العلمانيين أو من أهل البدع» مشيرا إلى أن هناك خلطا للذين يعملون في مجال الإنترنت بين هذه الفئات، ولهذا نرى بعض الخبراء يرون أن عدد المواقع المتطرفة يصل إلى ستة آلاف والبعض 600 موقع والبعض 60 موقعا، والسبب الخلط في المفاهيم وإدخال مواقع التدين وهذا عند المستوى الغربي، وعلى مستوى الداخل هناك خلط؛ حيث نشهد هذا الخلط في الصراعات التي تجري فيما بينهم. وأوضح الهدلق أن المتطرفين يفرحون عندما يطلق عليهم الجهاديين، والاسم الصحيح هو «الفئة الضالة»، وعندما اختارت وزارة الداخلية تسمية «الفئة الضالة» فلم تخترها من فراغ؛ لأن الضلال نسب والفئة الضالة مضلة ممكن تدخل فيها الكثير من أهل الضلال بنسبهم المختلفة مثال الموقوفين في السجن لدينا هل كلهم إرهابيون، ولا أعتقد ذلك، لكن أقول هم أهل ضلال وليسوا كلهم محاربين أو مفسدين، فالمسألة نسبية وأعتقد أنه من العدل طرح هذا الطرح ونسميهم الفئة الضالة. استراتيجية ثلاثية وانتقد الهدلق عدم وجود دراسات متخصصة عن الغلو والتطرف، توصل إلى نتائج أو تتخذ قرارات صحيحة وسليمة لكي نواجه هؤلاء بفاعلية «يجب أن نقوم بالتشويش على رسائل الفئة الضالة، ووضع استراتيجية للمواجهة» مشيرا إلى أنه على أرض الواقع وزارة الداخلية وضعت إستراتيجية للإرهاب ثم إستراتيجية خاصة لمواجهة التطرف، سميت «وتر» وهي ثلاثة حروف من ثلاث كلمات «وقاية، تأهيل، ورعاية»، ونحاول أن نطبقها على العالم الافتراضي في عالم الإنترنت، ويجب أن نستخدم القوى الناعمة والخشنة. وأوضح أن القوى الناعمة تعتمد على مواجهة الفكر بالفكر على هذه الساحات، وهي عبارة عن صراع من أجل كشف عقول هؤلاء الشباب وقلوبهم من خلال برامج في الوقاية والتحصين والعلاج والتوعية، والقوى الخشنة هي العقوبات من خلال إغلاق المواقع وحجبها وربما أحيانا تصل إلى محاكمات بعض من يمارسون أو ينشرون أو يحرضون على الإرهاب في الإنترنت، مضيفا أن من أهم الاستراتيجيات في ذلك الوقاية والتحصين لأفراد الأسرة ومتابعتها لأبنائها على الحاسبات، وماذا يستخدم فيها من مواقع