وعد المرشح الاشتراكي للرئاسة في فرنسا فرنسوا هولاند"بالإعتراف"بمسؤولية بلاده في"التخلّي عن الحركيين"، إذا أنتخب في الاقتراع الذي سيجرى خلال أيار مايو المقبل. ووجه هولاند رسالة إلى جمعيات الحركيين، نشرت أول من أمس،"اذا منحني الشعب الفرنسي ثقته، أتعهّد بالاعتراف علناً بمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلّي عن الحركيين وتصفية الذين بقوا في الجزائر وظروف استقبال العائلات التي نقلت الى مخيمات في فرنسا". وعبّر هولاند عن نيته"التعبير للحركيين وأبنائهم عن إمتنان فرنسا"لهم. كما وعد بإعطاء تاريخ الحركيين"مكانته الصحيحة في المناهج الدراسية"والمواقع التذكارية في فرنسا. والاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في التخلّي عن الحركيين هو المطلب الرئيس لهذه المجموعة التي كان عناصرها يشكلون وحدات مكملة للجيش الفرنسي في الجزائر، وأبنائهم. ويبلغ عدد أفرادها حوالى 500 ألف شخص. وكان الرئيس ساركوزي اعترف في 9 آذار مارس الماضي أمام ممثلي الحركيين"بالظلم"الذي ارتكبته السلطات الفرنسية بحقهم وقال إن فرنسا"مدينة لهم"لكنه لم يتحدث عن أي"تعويض". يذكر أنه غداة توقيع اتفاقات ايفيان في 18 آذار 1962 التي كرّست الانسحاب الفرنسي من الجزائر، تُرك بين 55 و75 ألفاً من الحركيين وفق المؤرخين، في الجزائر وتعرضوا لعمليات انتقامية دامية. ونقل 60 ألفاً آخرين إلى فرنسا ووضعوا في مخيمات في الجنوب. وقد تبنّى مجلس الشيوخ في كانون الثاني يناير الماضي مشروع قانون يجرّم إهانة الحركيين المسلمين.