في وقت تتواصل ردود الفعل على ترشيح جماعة"الإخوان المسلمين"في مصر نائب مرشدها خيرت الشاطر للرئاسة، عقد الأخير أمس مع وفد من الكونغرس الأميركي أول لقاء بعد إعلان ترشحه رسمياً، منح خلاله تطمينات وتعهد التزام معاهدة السلام مع إسرائيل، بحسب السيناتور الجمهوري ديفيد دراير الذي ترأس الوفد. راجع ص5 وقال دراير، خلال لقاء مع صحافيين في القاهرة أمس حضرته"الحياة"، إن"الوفد كان سعيداً بالمقابلة"التي استغرقت ساعة"وكانت مفيدة". وأوضح أن رد فعل الشاطر على النقاط التي طرحها الوفد عن حقوق الأقليات والمرأة وحقوق الإنسان واحترام القانون"إيجابي"، لكنه أضاف أن"الأمر في نهاية المطاف يعود إلى المصريين أنفسهم الذين يقررون الشكل الأنسب للديموقراطية التي يبتغونها". وأشار إلى أن"الشاطر عبر عن التزامه الأمن والسلام مع إسرائيل". وقال عضو الكونغرس ديفيد برايس إن اللقاء"كان أشبه بجمع المعلومات وتبادل وجهات النظر في شأن عدد من القضايا المثارة في مصر حالياً، وعلى رأسها البرلمان والدستور وغيرهما". وأكد أن"الوفد حين توجه لزيارة الشاطر لم تكن في جعبته أجندة خاصة لمناقشته في شأن أجندته الرئاسية، إذ أن الزيارة تم التخطيط لها قبل قرار ترشح الشاطر للرئاسة، والتوقيت كان بمحض الصدفة". ودار الجانب الأكبر من اللقاء حول دور منظمات المجتمع المدني في التحول الديموقراطي. ورداً على سؤال ل"الحياة"، قال دراير إن الولاياتالمتحدة"تدرك جيداً ان الديموقراطية هي عملية تتخذ مراحل عدة"، نافياً أن يكون هناك شكلاً مسبقاً للديموقراطية المرتقبة في مصر. وأضاف أن"التحول الديموقراطي ليس عملية سهلة، والمصريين وحدهم هم القادرون على وضع تصور ديموقراطي خاص ببلدهم". وأكد ثقته في أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد ينتوي تسليم السلطة، مستشهداً على ذلك بحوار سابق دار بينه وبين رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي سأله خلاله عن التوقيت الذي يأمل بأن يسلم السلطة فيه، فرد طنطاوي:"أمس". والتقى الشاطر أمس أيضاً السفيرة الهولندية في القاهرة سوزان بلانكارت، إضافة إلى وفد من مصرف"بي ان بي باريبا"الفرنسي. ودافع حزب"الحرية والعدالة"، الذراع السياسية ل"الإخوان"، عن قرار ترشح الشاطر للرئاسة في الانتخابات المقررة الشهر المقبل، فيما أعلن محامي"الإخوان"عبدالمنعم عبدالمقصود أن الشاطر حصل على 280 توكيلاً من نواب البرلمان بغرفتيه، بينهم اثنان من النواب المستقلين. واشار إلى أنه سينتهي من جمع التوكيلات اليوم، وانه بدأ في إعداد الاوراق المطلوبة للترشح، متوقعاً أن يتقدم الشاطر رسمياً الجمعة المقبل بأوراقه للجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وقال"الحرية والعدالة"في بيان أمس عقب اجتماع لهيئته العليا، إن قرار ترشيح الشاطر"جاء بعد مناقشات واسعة داخل المؤسسات المعنية في الجماعة والحزب، كما أنه جاء بعد استشارة العديد من ذوي الرأي والخبرة والاتجاهات السياسية الفاعلة على الساحة، وكذلك بعد عرض كل المتغيرات التي طرأت خلال الشهور الأخيرة داخلياً وخارجياً، والمحاولات المستمرة لعرقلة حركة التحول الديموقراطي، والعجز الواضح الذي ظهر في أداء الحكومة الحالية، ومحاولات تعويق البرلمان وقراراته وتحركاته، ما يدفع في النهاية إلى هز الثقة في ما تحقق حتى الآن من خطوات في سبيل التحول الديموقراطي، وهي الأمور التي دفعت مؤسسات الحزب والجماعة إلى اتخاذ هذا الموقف تحقيقاً لمصلحة مصر وأبنائها جميعاً". وشدد على"استمرار خطوات سحب الثقة من حكومة كمال الجنزوري، وهي الخطوة التي جاءت بعد تأكد الفشل الحكومي في علاج العديد من المشاكل الاقتصادية والأمنية والسياسية بل والتأكد من قيام الحكومة بتصدير الأزمات لمن يخلفها". وأكد"أن الدستور المصري الجديد يجب أن يكون معبراً عن كل القطاعات والهيئات والفئات والاتجاهات، وأن الدستور ينبغي أن يؤسس للدولة الوطنية الديموقراطية الدستورية الحديثة". إلى ذلك، سجل محمد عبدالمقصود، وهو أحد كبار شيوخ التيار السلفي، موقفاً لافتاً أمس بدفاعه عن ترشيح الشاطر، معتبراً أن تغيير المواقف وفقاً لمستجدات الأمور"لا حرج فيه وليس نفاقاً". وقال:"قد يكون خيرت الشاطر هو السبب لإقامة المشروع الإسلامي ولا بد من اختيار الكفاءات".