اشتعلت المنافسة على رئاسة مصر قبل نحو أربعة أيام من غلق أبواب تلقي طلبات الترشح. وعلمت «الحياة» أن مرشح «الإخوان المسلمين» خيرت الشاطر الذي سيقدم أوراق ترشحه اليوم تلقى وعداً من قيادات سلفية بدعمه في الانتخابات المقررة الشهر المقبل، بعد تعهده إنشاء هيئة «من أهل الحل والعقد لمعاونة البرلمان» في تطبيق الشريعة. وقالت «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» السلفية في بيان أمس إن الشاطر التقى مسؤوليها مساء أول من أمس لأكثر من أربع ساعات وأجرى معهم «مناقشة مستفيضة حول شكل الدولة المقبلة، إضافة إلى الموقف من تطبيق الشريعة ومن قضايا السياسة الخارجية والداخلية». ونقلت عنه قوله إن «الشريعة كانت وستظل مشروعي وهدفي الأول والأخير»، مشيرة إلى أنه «سيعمل على تكوين مجموعة من أهل الحل والعقد لمعاونة البرلمان في تحقيق هذا الهدف». ونفى الشاطر خلال الاجتماع وجود صفقة مع المجلس العسكري الحاكم لترشحه. ونقل البيان قوله ان «الإعلام من أخطر الأسلحة التي استخدمت ضد الثورة في شكل عام والإسلاميين خصوصاً، وأنه يجب تقوية الإعلام الرسمي وتقديم أصحاب الرؤى الحقيقية في المنظومة الإعلامية». وأشار إلى أن الشاطر سيعقد لقاء آخر مع الهيئة «لاستكمال الحوار والنقاش حول باقي القضايا الهامة». وقال الناطق باسم «الإخوان» محمود غزلان ل «الحياة» إن «الشاطر سيستعين بمستشارين لمعاونته في المجالات كلها، السياسي منها والاقتصادي والإعلامي والعلمي، وكذلك في مسألة الشريعة». ورأى أن تأكيد أولوية الشريعة «ليس جديداً، فالإخوان يحملون رسالة الإسلام طوال تاريخهم. هذه منطقة إسلامية، ومصر دولة إسلامية». وكثّف الشاطر نشاطه أمس، فذهب صباحاً يرافقه رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، محمد مرسي إلى لجنة شؤون الأحزاب لاستخراج تفويض ترشيحه، فيما كان محاميه عبدالمنعم عبدالمقصود يراجع أوراقه مع أعضاء اللجنة العليا للانتخابات. بعدها، سافر الشاطر إلى الإسكندرية وعقد لقاءات مكثفة مع قيادات وشيوخ التيار السلفي هناك. وأفيد أنه حصل على وعد من السلفيين بدعمه في الانتخابات. وأكد مصدر في التيار السلفي ل «الحياة» أن قيادات سلفية طلبت من حازم صلاح أبو إسماعيل الذي أثيرت أزمة في شأن حمل والدته الجنسية الأميركية ما قد يمنعه من الترشح، «التنازل لمصلحة الشاطر». لكنها لم توضح رد أبو اسماعيل الذي كان رفض هذا الطرح وحرّك أمس قضية ضد وزارة الداخلية للمطالبة بتوضيح الالتباس المحيط بقضية جنسية والدته. ومن شأن دعم السلفيين للشاطر أن يقوي موقفه في مواجهة منافسيه، خصوصاً أنه سيسحب من شعبية أبو اسماعيل الكبيرة. وإذا حدث ذلك، فسيكون الدعم أحد نتائج التنسيق المتزايد بين «الإخوان» والسلفيين أخيراً والذي تجلى في تشكيل لجنة الدستور التي أثارت أزمة واسعة وانسحب منها ممثلو القوى المدنية والأزهر والكنيسة. ويتقدم اليوم الفريق أحمد شفيق الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، بأوراق ترشحه بعدما تمكن من جمع التوكيلات المطلوبة من الناخبين، فيما سيكون الجمعة يوماً حافلاً، إذ من المنتظر أن يتقدم إلى اللجنة العليا للانتخابات زعيم حزب «غد الثورة» أيمن نور وزعيم حزب «الكرامة» حمدين صباحي. وستكون الساعات المقبلة حاسمة في شأن اتخاذ نائب الرئيس السابق عمر سليمان قراراً بخوض غمار المنافسة. وقال مدير حملة ترشيح سليمان سيد عامر ل «الحياة» إن رئيس الاستخبارات السابق «لم يحسم أمره»، مشيرا إلى أن حملته «تمكنت من جمع التوكيلات المطلوبة لترشحه، وتمارس ضغوطاً عليه من أجل دخول السباق الرئاسي». إلى ذلك، أعلن حزب «الوفد» تأييده ترشيح الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، فيما أكد القائم بأعمال بطريرك الأقباط الأنبا باخوميوس بعد لقائه شيخ الأزهر أحمد الطيب، أن الكنيسة «لا تتدخل لفرض رأيها على الأقباط في ما يخص مرشحاً بعينه، وتترك لكل فرد رأيه في إطار من الممارسة الديموقراطية».