يتوقع ان تشكل رسالة الرئيس محمود عباس، التي نقلها اليه وفد فلسطيني، إيذاناً بتحرك فلسطيني متجدد من جانب واحد من أجل الاعتراف بقيام دولة فلسطينية في الأممالمتحدة. وفيما تحذر رسالة الرئيس الفلسطيني من عواقب فشل عملية السلام ذكرت تقارير صحافية اسرائيلية ان الجانب الإسرائيلي لا يولي أهمية كبيرة لهذا اللقاء، ذكر مصدر قريب من رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان الأخير"يبدي تحفظاً"عن هذا اللقاء الذي كان يفترض ان يرافقه فيه كبير المفاوضين صائب عريقات والأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه. وأكد مسؤولون اسرائيليون انعقاد اللقاء الثلثاء بين فياض ونتانياهو من دون تحديد المكان والزمان، إلا ان مكتب فياض لم يصدر أي تأكيدات ولا اي تفاصيل اخرى حول اللقاء الذي يهدف، كما يبدو، الى دفع نتانياهو ليتحمل مسؤولياته حيال الجمود في عملية السلام. وذكر مصدر قريب من رئيس الوزراء الفلسطيني ان فياض"يبدي تحفظاً"على لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي. ونفى هذا المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه ان"يكون الخلاف في شأن ايرادات السلطة الفلسطينية التي تجبيها اسرائيل، على اهميته، سبباً لتحفظه عن لقاء نتانياهو". وذكر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك صباح الثلثاء لاذاعة الجيش ان فياض لديه"تحفظات"عن وجوده في اللقاء. وقال باراك متحدثاً من كولومبيا حيث يجري زيارة رسمية"ان فياض لديه تحفظات عن مشاركته في الاجتماع لكنه او احد الممثلين سيسلم رسالة توضح الموقف الفلسطيني". وأوضح باراك ان تردد فياض ناجم عن خلاف حول الضرائب التي تقتطعها اسرائيل من اموال السلطة الفلسطينية قبل ارسالها اليها في رام الله. ويرى الفلسطينيون ان اللقاء يرمي الى وضع نتانياهو امام مسؤولياته في توقف مفاوضات السلام بين الطرفين. وكان عباس نفى الاثنين ان تكون رسالته الموجهة الى نتانياهو تتضمن تهديداً بحل السلطة الفلسطينية. وقال عباس في مقابلة نشرتها صحيفة"الايام"الفلسطينية الاثنين"هناك اسباب كثيرة تؤدي الى اضعاف السلطة الفلسطينية لكن موضوع حلها غير وارد". واعتبر الرئيس الفلسطيني في الرسالة التي حصلت وكالة"فرانس برس"على نسخة من مسودتها ان السلطة الفلسطينية"فقدت مبرر وجودها"محذراً من ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر. وطالب عباس الحكومة الاسرائيلية بالقبول بمبدأ الدولتين على حدود 1967، مع"تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل"وتجميد الاستيطان بما في ذلك في القدسالشرقية بهدف العودة الى طاولة المفاوضات، كما ورد في مسودة الرسالة التي نقلها مسؤول فلسطيني رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه. وذكرت صحيفة"هآرتس"الاسرائيلية مؤخراً ان النص الاساسي للرسالة كان يتضمن تهديداً بحل السلطة الفلسطينية الا ان تعديلات طرأت عليها بعد ضغوط اميركية قوية. وبحسب نسخة اخرى تم تداولها من الرسالة فإن عباس يريد ان يوجه تحذيراً لاسرائيل انه في حال عدم حصوله على رد ايجابي فانه سيقوم بتعزيز الجهود الرامية للحصول على عضوية دولة فلسطين في الاممالمتحدة، وهي الجهود التي علقت في الخريف الماضي وسط معارضة شديدة من واشنطن وإسرائيل. واعتبرت النائب الفلسطينية حنان عشراوي الرسالة"محاولة اخيرة تشير إلى اننا نقوم بكل ما هو ممكن من أجل تحقيق حل الدولتين"وأضافت:"نأمل في رد ايجابي لكننا نبعث برسالة مفادها أنه من دون هذا فلدينا استراتيجية لما هو آتٍ". وقال عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"محمد اشتية"نعرف ان عام 2012 هو عام الفراغ السياسي. الولاياتالمتحدة مشغولة بالانتخابات والاتحاد الأوروبي باليورو والعالم العربي بالربيع العربي. ومع ذلك يدرس الفلسطينيون نقل قضيتهم إلى الجمعية العامة للامم المتحدة بعد الفشل في الحصول على التأييد اللازم في مجلس الأمن عام 2011". وأضاف:"الذهاب إلى الجمعية العامة هذا العام سيكون خطوة مهمة. لدينا غالبية هناك وليس لأحد حق النقض". ونددت حركة"حماس"في بيان"بلقاء فياض ونتانياهو الذي يتزامن مع اضراب الاسرى عن الطعام ويمثل استخفافاً بمشاعر ومعاناة اسرانا ويؤكد طبيعة هذا الفريق الذي يطبّع مع الاحتلال".