تلفت الممثلة اللبنانية بياريت قطريت الأنظار إليها حالياً في دور"رشا"في مسلسل"روبي"الذي تعرضه"أم بي سي 4"و"ام بي سي + دراما"و"أل بي سي انترناشيونال"حيث تؤدّي دور الفتاة الفقيرة التي تضحي من أجل عائلتها. مشاركتها في هذا المسلسل تعتبرها مهمة جداً لأنّها نقلتها إلى مستوى جديد في حياتها المهنية لدرجة صار يمكن القول: بياريت ما قبل مسلسل"روبي"وما بعده. أهمية هذا المسلسل على صعيد الدراما اللبنانية تكمن في تأمين الإنتشار الواسع للممثلين اللبنانيين، على حد قول قطريب،"فصحيح أنّ الإنتاج عربي والمخرج سوري وبعض الأبطال من مصر وسورية، لكنّ الطابع العام في المسلسل لبناني مع مواقع تصوير لبنانية، وأعتقد بأنّ هذا الأمر سيزيل صخرة كبيرة من أمام الطريق التي توصل أعمالنا الدرامية إلى المحطات العربية". وتعتبر بياريت أنّ العاملين في مجال الدراما اللبنانية عندهم الآن محفزّ كبير لتقديم مجهود أكبر كي تتمكّن أعمالنا من منافسة دراما بمستوى مسلسل"روبي". بياريت معروفة أصلاً بدقّة خياراتها في التمثيل فإلى أي درجة بات أصعب، في المرحلة المقبلة، إختيار دورٍ جديد في مسلسل؟ تبتسم وتهز برأسها موافقةً أثناء طرح السؤال، ثم تقول:"صار الأمر أصعب بكثير، فأنا لا أقبل أبداً أن أتراجع أو أن أهبط عن المستوى الذي وصلتُ إليه، حتّى لو كلّفني ذلك غياباً أطول عن الشاشة"! وتوضح بياريت أنّ حلمها الأساسي ليس التلفزيون بمقدار ما هو السينما، بخاصّة أنّها ذاقت طعم الظهور عبر الشاشة الكبيرة في مهرجانات عالمية من خلال فيلمين لعبت دور البطولة فيهما هما"ميلودراما حبيبي"و"مرّة أخرى". ولكن ألا توافق على أنّ التلفزيون هو الأقوى من حيث الإنتشار وهو الوسيلة الأضمن ليرى الجمهورُ الممثلَ؟ تسارع إلى الإجابة:"ليس هدفي أن أصبح أكثر شهرة، فأنا لا أحب الشهرة ولا تعنيني مسألة الإنتشار الأوسع". فرصة ذهبية إلى أي درجة يمكن الممثل أن يرفض دوراً بعدما بات معروفاً أنّ الذي يفعل ذلك يضعه المنتجون خارج حساباتهم؟ تعترض بياريت على هذه الفكرة معتبرةً بأنّ الممثل من حقّه، بل من واجبه، أن يبتعد عن أي دورٍ لا يناسبه."من حقّي أن أقول"لا"لكل نصٍّ غير جيّد، لا لكل دورٍ لا يضيف إليّ شيئاً". بياريت التي صرّحت سابقاً أنّها تنتظر فرصتها الذهبية، ألا تعتقد أن فرصة لعب دور البطولة المطلقة في مسلسلٍ قد تأخّرت؟ تعبّر عن قلّة تركيزها على مسألة"البطولة المطلقة"لأنّ الأعمال التي تعتمد على بطلٍ واحد مطلق لم تعد موجودة، بل صار بالإمكان أن نجد بطلاً أساسياً تدور حوله الحوادث يحيط به أبطال آخرون لهم قصصهم الخاصة أيضاً. وتلفت بياريت إلى أنّ ذلك لا يعني أنّها لا تحب أن تكون يوماً ما بطلة أساسية، فهذا الأمر لا بد من أن يحبّه كل ممثل. ماذا لو عُرِض على بياريت دور بطولة مطلقة في قصة عادية، ودور بسيط في قصّة رائعة، أيّهما تختار؟ تقول من دون تفكير طويل:"طبعاً أختار القصة الرائعة حتّى لو كان الدور بسيطاً". وتشدد على أنّها، قبل المشاركة في أي عمل، تسأل نفسها:"هل سأندم إذا أعيد عرضه بعد سنوات؟ هل سأجد نفسي مضطرة إلى أن أخفي وجهي كي لا يعرف الناس أنني أنا هي التي شاركت في هذا العمل؟"وإذا كان عندها أدنى شك في أنّ الجواب على سؤالها"نعم"تسارع إلى رد جوابٍ على العرض"لا". توضح بياريت أنّ بعد سنوات لن يهتم الناس بفكرة مَن كان البطل ومن كان الممثل الثانوي بل سينظرون فقط إلى قيمة العمل في شكله العام وهنا تكون المصيبة لأنّ الممثلين المشاركين فيه سيظهرون في الواجهة بصورةٍ سيئة. أخيراً بدأت تكثر"موضة"تطويل حلقات الأعمال الدرامية اللبنانية بحيث تكون عشر حلقات على الورق فتصبح عشرين حلقة على الشاشة، فما رأي بياريت؟ تؤكّد أنّ هذا الأمر اساء إلى قطاع الدراما اللبنانية بكامله، فالمشاهدون سيشعرون بالملل بسبب التطويل، والممثلون سيُهدر حقّهم بما أنّهم يتقاضون مقابلاً مادياً بحسب أدوارهم على الورق وليس بحسب عدد الحلقات بعد المونتاج."كما يقبض المنتج ثمن الحلقات الإضافية كذلك يجب أن يفعل الممثلون وسائر العاملين خلف الكاميرا، فهذا الأمر عيب!". إستمرار بياريت قطريب في تقديم برنامج"أخبار الصباح"على شاشة"المستقبل"يمنحها شعوراً بالأمان المادي يسمح لها أن تختار أدوارها براحة أكبر، وهكذا لا تضطر أن ترضخ لدورٍ غير مناسب لمجرّد السعي إلى تأمين العيش."لكن أؤكّد لك أنني، حتّى لو لم أكن أعمل في"أخبار الصباح"، لما كنت قبلت واحداً من الأعمال التي رفضتها"تقول،"فأنا حين أرفض المشاركة في عملٍ لا أفكّر في المادّة بل أفكّر في نتائجه المعنوية عليّ وعلى مسيرتي المهنية".