قلّما غابت الممثلة اللبنانيّة ورد الخال عن الشاشة الصغيرة في السنوات الأخيرة. فبعد الكوميديا اللبنانيّة "بنات عمّاتي وبنتي وأنا" للكاتبة منى طايع والمخرجة ليليان البستاني، خاضت تجربة أخرى في مجال الكوميديا الخياليّة من خلال حلقات"المحتالة"من كتابة عرّابتها رينيه فرنكودس وإخراج إيلي حبيب. تعلّق:"نجحت في الكوميديا. وأجد نفسي"بتواضع مهضومة، ربّما لأنني في الحياة كوميديّة ولست دراميّة". أما اليوم، فتعود الخال بقوّة إلى عالم الدراما من خلال مسلسلين أوّلهما"الينابيع"للكاتبة رينيه فرنكودس والمخرجة كارولين ميلان، الذي أنهت تصويره قبل سنة ونصف، ويتوقع أن تضعه"أل بي سي"على جدول برامجها خلال الفترة القريبة المقبلة، وهو من إنتاج شركة"خيال". والثاني دراما بعنوان"امرأة من ضياع"للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرج إيلي فغالي وإنتاج"نيو تي في"، الذي يبدأ عرضه في شباط فبراير المقبل، وفيه يعود فاخوري إلى مسلسلاته الطويلة بعد غيابه لسنوات بفعل إقفال تلفزيون لبنان وعودته إلى البث بلا إنتاج درامي. وإذا كانت الخال تحرص على التواجد الدائم على الشاشات المحليّة، فإنها لا تعول، على ما يبدو، على الحضور في الدراما العربيّة خصوصاً في الأدوار الصغيرة. معاناة وكفاح وتشرح الخال ل"الحياة"بداية عن مسلسل"امرأة من ضياع"، الذي"يصوّر معاناة امرأة تعيش حالة مادية مزرية، وقصّة كفاحها في عالم الجشع والطمع والنفوذ والانتهازيّة. تعمل خادمة في البيوت لتعيل ابنها الوحيد، في ظل غياب زوجها الدائم عن المنزل، وتواجه المغريات إلى حين تقرر الاستسلام للأمر الواقع وللفرص، فتنقلب حياتها رأساً على عقب، لتصبح من سيّدات المجتمع الأثرياء". وتشير إلى أن"المرأة واسمها"نور"، ليست ضعيفة ومكسورة، أو بريئة وساذجة، بل عصامية وتتحدى الظروف وتتصدى لمواجهتها". وتضيف أن"الحلقة الأولى التي أوشكنا على الانتهاء من تصويرها، تضم نخبة من الممثلين اللبنانيين منهم سامر الغريب، ألكو داوود، روزي الخولي، فيصل أسطواني، إلاّ أن اتفاق فاخوري مع"نيو تي في"على أكثر من خمسين حلقة، يجعل العدد قابلاً للارتفاع منذ الحلقة الثانية". وبعد موافقة الخال على دور رئيسي في مسلسل"عصر الحريم"للكاتبة منى طايع، عادت لتعتذر أخيراًً عن عدم المشاركة فيه، بعد تلقيها نص الحلقة الأولى من مسلسل"امرأة من ضياع":"على رغم أن نص المسلسل جيد والدور الذي عرض عليّ رائع، اعتذرت من أجل مسلسل الكاتب شكري أنيس فاخوري، الذي لم أتعامل معه منذ أيّام"نساء في العاصفة"، ولأن الدور استفزني إذ فيه رسالة اجتماعيّة وإنسانيّة هادفة موجهة إلى المجتمع". سوء تفاهم أما عن دورها في مسلسل"الينابيع"الذي يحمل كماً من الشر، فتقول:"سنتعرف لماذا"عليا"شريرة، ولا تتورع عن التآمر لقتل ابن زوجها للسيطرة على ثروته"، مشيرة إلى أن"المشاهد سيتفهم وضع"عليا"، وإن كان لن يتعاطف معها". وعن المشكلات التي رافقت تصوير المسلسل بينها وبين المخرجة كارولين ميلان واستلام مساعد المخرج فيليب أسمر تنفيذ ما تبقى من مشاهد، تقول:"اختلفنا في وجهات النظر، لكن العمل ما زال يحمل اسمها، إلاّ أنني بعد هذا العمل قررت ألاّ أعمل تحت إدارة مخرجة امرأة أبداً". وتضيف:"أؤمن جداً بالمساواة بين الرجل والمرأة إلاّ أن ليس لي تجربة إخراج إيجابيّة مع امرأة". وتلفت الخال إلى أنها منذ بداياتها التمثيليّة قبل أكثر من عشر سنوات أي من أيّام"العاصفة تهب مرّتين"، وهي تلاحق الأدوار التي تطرح قضية المرأة:"أرفض الأدوار المسطّحة، من هنا جسدت شخصيّات نسائية غنية، مثل"غوى ربّاط"والتحولات في حياتها والمأساة التي عاشتها، ثم دور"روان"في حلقات"العنب المر"، حيث أديت دور المرأة القويّة، التي ترفض أن يكون الرجل سيّدها، وتتخلى عن أموال والدها لتحقق ذاتها بعيداً منه"، معتبرة أن"على رغم الكوميديا التي يحملها مسلسلا"بنات عمّاتي وبنتي وأنا"و"المحتالة"، فانهما يحملان رسالتين مهمتين، ففي الأول جسدت شخصيّة المرأة المطلقة وحكاياتها اليوميّة في قالب كوميدي خفيف، أما في الثاني، فحملت القضيّة بصورة مختلفة، اذ تناولنا هذه المرّة الصداقة والحب النظيف والتضحية والعطاء". وتؤمن ورد الخال بأن"الله أعطاني موهبة التمثيل على رغم أنني لست خريجة معهد الفنون، كما أن ثمّة فرصاً يلتقطها الإنسان في حياته"، معتبرة أنها تحاول قدر الإمكان أن تتحدى نفسها وتفاجئ الجمهور،"لأثبت جدارتي كممثلة". وإلى جانب الأعمال الجاهزة، وتلك التي يجرى تحضيرها، تعد الخال بمسلسل"الطائر المكسور"الذي كتبته والدتها الشاعرة والرسّامة مهى بيرقدار الخال في عشرين حلقة وستنتجه من خلال شركة"خيال". وتدور أحداثه في فترة ما بعد الحرب اللبنانيّة، ويضيء على أحوال الناس بعد الحرب ويراقب التحولات والتطورات على شخصيّات العمل الرئيسيّة، ويطرح قضايا اجتماعيّة ومشكلات حياتيّة واجتماعيّة كالهجرة والبطالة. وعلى رغم أن ورد الخال، حرصت على التواجد بصورة دائمة في الدراما العربيّة، فإن حساباتها اليوم تبدّلت:"أحب أن أشارك في الدراما العربيّة لأنك تدخل معها نمطاً جديداً من الإنتاج، وتلتقي كبار الممثلين في الوطن العربي. لكن إذا رحّبت بالمشاركة في هذه الأعمال قبل سنوات، أي قبل أن يتعرف إلى المخرجون، فإنني اليوم أرفض ذلك خصوصاً في الأدوار الثانوية والهامشيّة". وعن غيابها عن الدراما السوريّة أخيراً تقول:"شايفي حالي ومش مصدقة، وأثبت أنني قادرة أن أحمل مسلسلات ضخمة على أكتافي، وأمثل أفضل منهم، فلماذا تريدني أن أقبل بأن أحل ضيفة على مسلسل؟".