إليها املاً وحبيبة حالمة وزوجة رائعة إليها أختاً حنوناً وعمة وخالة يفيض منهن العطاء إليها بنتاً يحط بها الشوق حدّ الفناء إليهن ملح هذا الوجود إليهن زهرات هذه الحياة إليهن لاشيء بدونهن يحلو فهن سكر هذه الحياة إليها تزغرد تختنق العبرة في مقلتيها يعانق الدمع وجه حبيب لها قد رحل إليها... تضمه وتسلمه للمسيرة للرّفضللسجن ... للمصير إلى حيث... قد لا يعود وقلبها من حزنها قد ثمل إليه تقول... انطلق يا حبيبي يا بنيّ يا أخيّ انطلق... قاوم الظلم لا... لا تعد للغداء لا... لا تعد في المساء انطلق واملأ الدّرب رفضاً... تحدّ واصنع المجد فينا وانتفض للأمل إليها... تودعه وزغردة العشق ملء فيها وقد أدمعت فيها كل المقل إليهن في كل أرض الصمود بكل البلاد إليهن يا ساجدات صابرات رافضات واقفات راكضات يرضعن في تونس ... الرفض وفي مصر يصنعن صبر الرجال ويكسرن في ليبيا كلّ القيود وفي اليمن صرن رمز المحال وفي أرض شام وقفن شموخاً رفضن الرضوخ وذلّ السؤال وأقسمن لا ينحنين لحزن ولا ينثنين بدرب النضال لهن جميعاً أهيم انحناء وعشقاً أجيء لهنّ سؤال وأسألهن وأعشقهنّ ألملمهنّ إلي قصيداً ترفرف فيه المعاني بشوق وترقص فيه الحروف لهن وأعلن أني أميل لهن وأعشقهنّ وأني غريب بدونكنّ فهنّ الورود وهن البلاد وهنّ البياض وهنّ السواد وهنّ القصيد وهنّ المداد وهنّ اللهيب وهنّ الرّماد فهنّ النشيد الذي لا يزول وهنّ الدروب وهنّ القلوب لهنّ تميل وهن البنات لنا أمهات وخالات شوق وعمّات صبر وزوجات عشق وهنّ... وهنّ لنا... الحبيبات وعطر الحياة وكلّ النعوت وكلّ الصفات وهنّ... بساتين ورد توزّعن فينا وأمسين فينا شذى الزهرات جمال الدين أحمد الفرحاوي - لندن - بريد الكتروني