ترجمة شعرية لأحاسيس أم إباء (رحمه الله وأموات المسلمين) المنثورة بجريدة عكاظ الأحد الموافق 18/5/1431ه. لعلي أحدثكم عن حبيبي إباء لقد كان خاتمة للقصائد قبل وداع الشتاء وميلاده كان أقصر عمراً كعمر العصافير بين المساءات شق عليها الإياب وآمال جدة غرقى وثكلى وموج البحار بكاء أحدثكم عن إباء الأبي كعطر الصنوبر يهمي الندى رذاذاً، سحاباً على مطلع الفجر كان أميناً سميعاً مطيعاً له خفر في ثياب الحياء وها قد تناءى بعيداً يحلق نحو السماء أحدثكم عن صديقي ، نجيي ، سميري وحلم بلادي ومائي وزادي وعن راكض خلف سرب الفراش وعن هارب من وعود المساء فيمضي مع الريح تسرقه أو تخبره في جفون الرموس سأحكي عن الطفل يحبو إلى غرفتي كالشموس يثير دوياً حبيباً شجياً يعابثنا وهو طفل بريء ويصرخ هيا ويستنفر الشغف المشتهى إلى أن تنامى شباباً وريا أبوح لكم عن لذائذ أحلامه الذابلات وما كان يرسمه بين تلك الوسائد قبل المنام سأفشي لكم سر أيامه الضاحكات إذا مر بين عيون الصباحات يغري اليمام ويسبي الحمام أقص عليكم كيف تعشق حب الوطن غذاه لمكة أو للمدينة ثم لجدة أو للرياض حنين الزمن سأروي لكم عن فؤاد وديع أحب الجميع إلى أن بكاه الربيع وجاءت تُعزي وفود القبائل تخال حشود الأنام سنابل لقد جف عمر الورود من الوجد جف الزهر بكى اليوم حزنا مع الياسمين القمر حتى النوارس ما كف دمع اساها الدفين وشدو البلابل صار حزين فآه لأترابه الذاهلين ، وأحبابه الواجمين ، واخوانه الموجعين، وآه على قدر الراحلين سلام عليك إباء مع الخالدين وبشرى لمن في المصاب احتسب دهى الفقد حين تكشف والموت خطب نذوب من الوجد شوقاً إليه وأدمعنا في انهمار عليه وأفراحنا مذ ترجل غابت وكانت ترفرف في مقلتيه مضى مثل طير الربى أو سحابه لقد كان ورداً بكينا شبابه كما شطر شعر بليغ الخطابه قصير هو العمر يا من طواه الرحيل فكيف المشوق وكيف السبيل لبسمة ثغر ضحوك جميل كظل ظليل توارى بعين الحيارى كغيمة صيف قليل المطر رحلت عن العالم المحتقر إلى عالم يزدهي بالصور أيا نسمة فوق سبح البحر فيا للمسافر يا للسفر وداعاً إباء وداعًآ إلى جنة المستقر