يبدأ وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه زيارة رسمية للمغرب في الثامن من آذار مارس ستكون الأولى من نوعها منذ تولي الإسلاميين رئاسة الحكومة المغربية أواخر العام الماضي. وذكرت المصادر أنه سيجتمع إلى نظيره المغربي سعد الدين العثماني، ويرجّح أن يعرض اللقاء للتطورات الإقليمية بخاصة في أفق التطبيع القائم بين الرباطوالجزائر، ورصد أفق الحل السياسي لنزاع الصحراء، إضافة إلى محور العلاقات الثنائية. والتقى العثماني في وقت سابق آلان جوبيه، في إطار اجتماع وزراء خارجية 5+5 الذي استضافته روما، في نطاق إحياء الحوار الأورو-متوسطي. وتأتي زيارة رئيس الديبلوماسية الفرنسية في أعقاب الجولة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تونسوالجزائر والمغرب. غير أنه وفق مصادر ديبلوماسية، لا ترتدي زيارة جوبيه أي بعد تنافسي مع الأميركيين في الوقت الراهن، وإنما تدفع في اتجاه تعزيز العلاقات المتميزة بين الرباطوباريس، كون الأخيرة تنفرد بموقف داعم للمغرب في قضية الصحراء، إضافة إلى وضع"الشراكة المتقدمة"التي يتمتع بها المغرب على الصعيد الأوروبي. وتهتم باريس بمعاودة ترتيب علاقاتها في منطقة الشمال أفريقيا، بخاصة بين المغرب والجزائر، في ظل التحولات الجارية. ومن المقرر أن يزور قياديون في الحزب الاشتراكي الفرنسي الرباط في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأبدت باريس في غضون ذلك، دعمَها لخطوات الانفراج بين المغرب والجزائر. غير أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عبّرت عن أملها في معاودة فتح الحدود البرية على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر. ورأت في مقابلة بثتها القناة الثانية المغربية، ليلة الأحد-الإثنين، أن هذا التطور من شأنه أن يشجع التعاون التجاري والأمني بين البلدين الجارين، في إشارة إلى الانعكاسات السلبية لسريان مفعوله على الأوضاع التجارية بين البلدين وكذلك تعثر التنسيق الأمني في مواجهة التحديات الأمنية. وحرصت كلينتون على التأكيد بهذا الصدد، أن البلدين"يواجهان الانفلات الأمني"في منطقة الساحل وجنوب الصحراء. وبرز للمرة الأولى منذ اجتماع وزيري خارجية المغرب سعد الدين العثماني ونظيره الجزائري مراد مدلسي في الرباط في الآونة الأخيرة، نوع من التطابق في وجهات النظر حيال التنسيق الأمني الذي ظل غائباً لفترة طويلة. وبعد أن دخل الاتحاد الأوروبي على خط الانشغال بالتحديات الأمنية في الساحل جنوب الصحراء، بدت الولاياتالمتحدة الأميركية بدورها أقرب إلى حض الشركاء المغاربة والجزائريين ودول المنطقة على إقامة جسور تعاون في هذا المجال. وقالت كلينتون إن التعاون المغربي-الجزائري في الحرب على الإرهاب والتصدي لكل أشكاله"سيمكّن من بناء المغرب العربي"، ما يضع الأولويات الأمنية إلى جانب أجندة الدمج الاقتصادي وأنماط التعاون التجاري. وكشفت الوزيرة كلينتون برامج مشتركة في أشكال التعاون المتاحة كافة، وأكدت أنها تأخذ التهديدات الصادرة عن التنظيمات الإرهابية في الساحل"بكل جدية"، مشيرة إلى أن المشروع الإرهابي"يسعى إلى إزهاق الأرواح والعبث باقتصاديات الدول وخلخلة استقرار المنطقة". إلى ذلك، توقعت المصادر أن تحظى الأوضاع في منطقة الساحل، بخاصة الأزمة التي تجتازها مالي ونزوح رعاياها من الطوارق إلى شمال موريتانيا، باهتمام المغرب وفرنسا خلال المحادثات المقبلة للوزير جوبيه مع المسؤولين المغاربة. وكانت الرباط قدمت مساعدات إنسانية لأولئك اللاجئين، غير أن الدول المغاربية كافة دخلت بدورها على الخط. ويرتقب أن تستضيف الجزائر مؤتمراً بهذا الصدد يجمع الشركاء المغاربيين ومسؤولين في دول الساحل للبحث في ترتيبات مواجهة التحديات الأمنية. على صعيد آخر، يقوم وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث بزيارة إلى المغرب ستكون مناسبة ل"إجراء اتصالات إسبانية - مغربية لبحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك". كما سيناقش الاجتماع مجالات التعاون الأمني في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والبضائع.