لم يسبق أن ولّدت الثورات الشعبية ديكتاتوراً ... إلا أن الربيع العربي خرق التقاليد وما نراه في إيران والعراق من سلطة استبدادية وما نراه الآن في مصر خاصة ثم في تونس وسورية والأردن يفرض كل التوقعات السياسية على نحو ما تم في تحكم حزب الأخوان في مصر. إن تصرف الرئيس محمد مرسي الإداري ينم عن ضعف في الخبرة الإدارية والسياسية وعدم اكتراث بشعور ثلاثة أرباع الشعب المصري الذي أدار ظهره لانتخابه. إن اعتماده على ربع الشعب المصري الذي أراده يعني في الواقع العودة الذي يتابع الانعكاس الدولي للإعلان الدستوري، يدرك جيداً أن ثمة من أوقعه في هذا الشرك، وقد تردد أن ثمة تاييداً أميركياً أعقبه تحول في الإيحاءات مما أوقعه في هذا الفخ الذي جعل الثورة المصرية تسقط ديكتاتوراً لتصل إلى دكتاتور آخر وهذا ما يتوافق مع تخطيط الغرب الصهيوني للبلاد العربية. ولا بد أن نتساءل ما إذا كانت الثورة السورية ستستبدل حكم الحزب الواحد بإنتاج ديكتاتور جديد يحكم على نمط الرئيس المصري مرسي، بعد أن تسارع تهديم الوطن السوري وتفتيت الجيش السوري الذي يفترض أن يحمي الوطن، لنرى تفككه من خلال انشقاقات متكاثرة وتدمير الطائرات والأسلحة الثقيلة والبنية الأساسية، إن الغرب الصهيوني سعيد جداً بهذه التطورات التي تهز الثورات العربية، من خلال زرع الفوضى في مجتمعاتها على نحو ما نرى في تونس وليبيا واليمن والأردن وسورية، وهذه التطورات تسمح للغرب الصهيوني اختراق الثورات وتوجيهها وفق مخططاته التي ترمي إلى تسليط إسرائيل في منطقة الشرق العربي. أما تصرف الرئيس المصري فهو نموذج صارخ لهذا الاختراق من خلال الإيحاءات الغربية والأميركية. * كاتب وطبيب سوري