يستحق الأمير نواف بن فيصل كل هذه المشاعر والتهنئة الصادقة من رؤساء الأندية وأعضاء شرفها، ومن الوسط الرياضي بأكمله، بناءً على الأمر الملكي بتعيينه رئيساً عاماً لرعاية الشباب بمرتبة وزير. منذ اليوم الأول لصدور الأمر الملكي الكريم، كان الرئيس العام الجديد يتحدث بكل صدق ووضوح وشفافية مطلقة كما هي عادته، وكأنه يقول لنا: أنا أعرف ماذا تريدون، وعليكم أن تثقوا بأنني سأبذل كل جهدي لتقديم أكثر مما تأملون وتطمحون. تحدث الأمير الشاب عن حزمة من الأفكار، وأيقنت بعد أكثر من مداخلة تلفزيونية، وتصريح صحافي، أن الأمير نواف يفكر أبعد بكثير مما نفكر فيه، ويقرأ الأحداث بصورة مختلفة عما نتناولها، مع احتفاظه بالكثير من المفاجآت السعيدة للرياضة السعودية. ومع ذلك فالرئيس العام الأمير نواف بن فيصل، وهو ابن الرئيس العام، وفقيد الرياضة العربية، الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- منفتح على الوسط الرياضي، ويؤمن بالرأي والرأي الآخر، وليست لديه حدود للنقد كما يؤكد دائماً في مداخلاته. لكنني أقول للأمير نواف، إن الإعلام الرياضي الذي تثق فيه، وتمنحه هذه المساحة الكبيرة من الحب والحرية، عليه واجب كبير في الوقوف معك، ولن يكون ذلك إلا من خلال الرأي الصادق، والنقد الهادف البنّاء، وهذه مسؤولية البرامج الرياضية، والصفحات الرياضية اليومية. أما رؤساء الأندية الذين بادروا بتهنئة الأمير نواف بن فيصل، فإن المطلوب منهم دعم الرئيس العام ومساعدته في تحقيق النجاح المأمول لرياضة الوطن، وذلك من خلال التأكيد على تأصيل روح المنافسة الشريفة بين أنديتهم والأندية الأخرى. ذلك أن ما مرّت به كرة القدم السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة، يظهر أحد أهم أسبابه ومسبباته في تجاهل الأندية ومسيريها لمفهوم الرياضة الحقيقية الداعية إلى نبذ كل أصناف التعصب والاعتداء على الغير، أو التقليل من مكانة وقدرة المنافسين وحقهم في الفوز. ولعلي أخصص هنا رؤساء الأندية الثلاثة الهلال والنصر والأهلي، على اعتبار أنهم من أبناء الأسرة، ويستطيعون أن يتحدثوا بكل ما يريدون، وقد قالوا كثيراً، وحان الوقت ليغيّروا أسلوبهم، ويسهموا في إعادة البناء، وهذا واجب وطني قبل أن يكون خُلقاً رياضياً. [email protected]