بعض الطرح الإعلامي الرياضي يفتقد إلى الحكمة، وغالباً ما تبنى هذه الآراء على خلفيات وأحداث سابقة، دون الأخذ في الاعتبار أبعاد مثل هذه الاطروحات في هذا الوقت، وما قد تسببه من تحليلات تفضي إلى نتائج سلبية. لكن ذلك لا يعني ولا يجيز ولا يعطي الآخرين الحق في وصف كتابات بعض النقاد والكتاب الرياضيين بأن أقل ما يقال عنه إنه «سخيف»، مهما كان موقع هذا المسؤول، حتى وإن تفهمنا الأسباب التي أدت إلى خروج هذا الرأي المنفعل. والحقيقة أنه ليس من مصلحة اتحاد كرة القدم، والإعلام الرياضي أن يخسرا بعضهما، وليس من الحكمة أن يبدأ كل منهما شن حملة على الآخر، بل إن من مصلحة الاثنين أن يكون بينهما توافق وثقة. وأظن أن على اتحاد كرة القدم ألا يشغل نفسه كثيراً بكل ما يكتب أو يقال هنا أو هناك، خصوصاً وأن الإعلام الرياضي يشهد انفتاحاً وتعدداً يصعب السيطرة عليه، وما يمكن التعامل معه هنا، قد يستحيل الالتفاف عليه في موقع أو مكان آخر. إلاّ أن ذلك لا يعفي الإعلامي الرياضي كاتباً أو محرراً، من أن يتحمل المسؤولية، وأن ينطلق مما يكتبه ويطرحه من آراء بمهنية عالية، تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار أو ميول، أو رغبة، أو مصلحة خاصة. إننا معشر الإعلاميين، أول المنتقدين لعملنا وآرائنا، ونحن نعترف وأنا أحد المنتسبين للإعلام الرياضي ، وأتشرف بهذا الانتساب، بأن لدينا أخطاء، وأننا نقع في تجاوزات، وأن بعض آرائنا فيها الكثير من القسوة، وأننا نصدر بعض الأحكام المتسرعة. كل هذه العوامل هي مربكة للعمل الإعلامي الرياضي، وقد تصل إلى هزّ الثقة فيه من خلال المتلقي، حتى وإن كان ما يطرح لا يتجاوز النسب الضئيلة جداً من حجم ما يقدم في الصفحات الرياضية، أو البرامج الحوارية. تلك في رأيي مسؤولية رؤساء التحرير، ورؤساء الأقسام الرياضية قبل أن تكون مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام وإن كانت في المقام الأول هي مسؤولية الكاتب نفسه، الذي يجب أن يكون هو الرقيب الذاتي لأفكاره واطروحاته. إن الإعلام الرياضي الذي يوصف اليوم بعبارات تشكل إهانة لكل منتم إليه، هو الذي تخرج منه كبار الصحافيين أمثال الدكتور هاشم عبده هاشم، والأستاذ تركي بن عبدالله السديري، والأستاذ خالد المالك، وكلهم أصبحوا في ما بعد رؤساء تحرير كبريات الصحف المحلية، ويمثلون قامات إعلامية كبيرة، أسهمت ولا تزال في تخريج الكثير من الأجيال الصحافية. وهاهي الصحافة الرياضية تهدي للوسط الإعلامي السعودي أحد أبرز كوادرها الشابة، وهو الزميل الأستاذ طلال بن حسن آل الشيخ، الذي تقلد أخيراً منصب رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، مقتفياً أثر أساتذتنا الكبار، شاقاً طريقه بكل همة وثقة وطموح. وكم من النماذج الأخرى التي تخرجت من الصحافة الرياضية، وأصبحت تتولى اليوم مناصب قيادية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الزملاء الأساتذة، علي داود الرئيس الجديد لنادي الوحدة الذي مارس الكتابة الصحافية في بعض الفترات، وهو الإعلامي المعروف. وخذوا أيضاً: عادل عصام الدين المدير العام لقنوات الرياضية السعودية، محمد البكر نائب رئيس تحرير صحيفة «اليوم»، محمد اليامي نائب رئس نادي الاتحاد سابقاً وعضو مجلس الإدارة الحالية، محمد المسحل المدير العام لإدارة المنتخبات السعودية، هذا غير عدد غير قليل تولوا منصب رؤساء التحرير في صحف رياضية. هل هذا يكفي؟ هل أزيد...؟ تحويلة: اللسان ليس عظاماً... لكنه يكسر العظام...! [email protected]