لم تدم التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين طويلاً، وخرق الهدوء الذي خيم على منطقة الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل يوم الثلثاء قصف متبادل، إذ استأنفت إسرائيل غاراتها على القطاع الأمر الذي أسفر عن استشهاد ناشط في"حركة الجهاد الإسلامي"وجرح آخر، ورد الفلسطينيون بقصف صاروخي وقذائف الهاون، فيما جرحت امرأة في مدينة رفح المصرية بسقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة ليل الثلثاء - الأربعاء"استهدفت سيارة في تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة أسفرت عن استشهاد الناشط في الجهاد الإسلامي إسماعيل الأسمر 34 سنة وإصابة مواطن آخر بجروح"، وفق أدهم أبو سلمية المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة"حماس"في غزة. وقالت"سرايا القدس"الجناح العسكري لحركة"الجهاد الإسلامي"في بيان أنها"تحتسب شهيدها القائد إسماعيل الأسمر من رفح والذي ارتقى إلى العلا في قصف صهيوني". وأكد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي الغارة موضحاً أنها استهدفت"ناشطاً مرتبطاً بالجهاد الإسلامي ومتورطاً في محاولات للقيام بأعمال إرهابية أي ضد إسرائيل عبر صحراء سيناء المصرية". وأعلنت"سرايا القدس"في بيان مسؤوليتها عن قصف مواقع عسكرية إسرائيلية قرب حاجز"كيسوفيم"بست قذائف هاون"في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال القائد إسماعيل الأسمر". وأعلن الجيش والشرطة الإسرائيليين سقوط قذيفتين على منطقة أشكول جنوب إسرائيل، والتي تضم حاجز كيسوفيم، من دون أن يسفر ذلك عن إصابات. وأشار متحدث عسكري في وقت لاحق إلى أن"الطيران الإسرائيلي هاجم مباشرة إرهابيين اثنين أطلقا هذه القذائف في شمال قطاع غزة". ويأتي هذا التصعيد بعد أن أعلنت الفصائل الفلسطينية الاثنين تهدئة ميدانية مع إسرائيل إثر أيام عدة دامية شهدتها الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وشهدت الأيام الأخيرة توتراً شديداً على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل حيث شن الطيران الحربي سلسلة غارات جوية على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 15 فلسطينياً أبرزهم الأمين العام لتنظيم لجان المقاومة الشعبية منذ الخميس الماضي رداً على هجمات عدة على إيلات. وتتهم إسرائيل لجان المقاومة الشعبية بالمسؤولية عن ثلاث هجمات وقعت الخميس قرب منتجع إيلات جنوب إسرائيل أوقعت ثمانية قتلى الأمر الذي تنفيه اللجان. وأطلقت مجموعات فلسطينية مقاتلة عشرات الصواريخ تجاه إسرائيل أوقعت قتيلاً وعدداً من الجرحى. وانتهى التصعيد بالتوصل إلى هدنة موقتة عندما أبدت كل من إسرائيل و"حماس"والفصائل الفلسطينية الاستعداد لوقف إطلاق النار إذا قام الطرف الثاني بذلك. وعلى رغم اتفاق الفصائل الفلسطينية على"تثبيت"التهدئة مع إسرائيل، بعد اتصالات مكثفة بوساطة مصرية، إلا أن"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"و"حركة الجهاد الإسلامي"أعلنتا عدم التزامهما بالتهدئة. إلى ذلك، أعلن مسؤول إسرائيلي أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية التي تضم 15 وزيراً ستجتمع الأربعاء لمناقشة تطورات الأحداث على ما يبدو، فيما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أنه طلب من سكان البلدات المجاورة لقطاع غزة البقاء قرب الملاجئ تحسباً من إطلاق القذائف من قطاع غزة. في غضون ذلك، سقط صباح أمس داخل ميدان النافورة في مدينة رفح المصرية صاروخ أطلق من قطاع غزة أسفر عن إصابة امرأة تدعى رضا نبيل أحمد 27 عاماً تم نقلها إلى المستشفى للعلاج. وأشارت مصادر إلى أن الصاروخ محلي الصنع ربما سقط في رفح بطريق الخطأ. وشهد الأسبوع الحالي سقوط 3 صواريخ محلية الصنع على مدينة رفح من دون وقوع ضحايا. على صعيد آخر، ضبطت أجهزة الأمن المصرية أمس 14 متسللاً أفريقياً كانوا في طريقهم إلى إسرائيل عبر سيناء عند الحاجز الأمني لجسر السلام المار فوق قناة السويس.