تحدث رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بلهجة تصالح مع حركة الاحتجاج الشعبي ضد الفساد التي هزت حكومته، مؤكداً انفتاحه على التشاور والحوار، وقال:"نطلب اجماعاً وطنياً واسعاً، وثمة مساحة جيدة للحركة". وزاد:"يجب ان نعمل جميعاً لدفع مسودة قوية وفاعلة الى الامام، وازالة العقبات"، مشيراً الى ان اجراءات البرلمان الذي يناقش حالياً مسودة قانون لمكافحة الفساد يطالب المحتجون الذين يقودهم الناشط انا هازاري بتشديدها، تستغرق بعض الوقت. ويرفض سينغ"التكتيكات غير الديموقراطية"لهازاري الذي تجمع عشرة آلاف على الاقل من انصاره لدعمه في ساحة عامة بنيودلهي امس، بعدما باشر منذ اربعة ايام اضراباً عن الطعام يتمسك بمواصلته حتى اصدار الحكومة تشريعاً أكثر صرامة لمكافحة الفساد. وفي الساحة العامة، وزع مواطنون طعاماً على المحتشدين، وبينهم عمال من الطبقة المتوسطة وطلبة، وخاطبهم هازاري بالقول:"نعتقد بأننا ننعم بالاستقلال لكن ذلك غير صحيح. نفس الفساد ونفس النهب ونفس الارهاب لا يزال مستمراً". وأكد حاجة الهند لاصلاح النظام الانتخابي واقرار مشروع قانون جديد للفساد. واعتقل هازاري لفترة قصيرة الثلثاء الماضي، ورفض مغادرة السجن حتى سماح الحكومة بمواصلته اضرابه العلني عن الطعام لمدة 15 يوماً. ومست مطالب هازاري وتراً حساساً لدى ملايين الهنود، لا سيما ابناء الطبقة المتوسطة الجديدة التي يغضبها استشراء الرشاوى وأحدها في قطاع الاتصالات قد تكلف الحكومة نحو 39 بليون دولار. وثمة ادلة على ان الحكومة التي قدمت مشروع قانون لمكافحة الفساد للبرلمان تبحث عن حل وسط بدلاً من الموقف المتشدد الذي تبنته اخيراً. ونشر البرلمان اعلانات في الصحف اليوم مطالباً مشاركة المواطنين بآرائهم في قانون مكافحة الفساد. وقال المحامي براشانت بوشان، وهو من انصار هازاري، لصحيفة"انديان اكسبرس":"اذا اقنعتنا الحكومة بوجهة نظرها فسنقبل". وصرّح سومنات ميترا، المستشار الإداري لشركة"إي بي إم"والذي شارك في الاحتجاج برفقة موظفين آخرين في الشركة:"أعتقد أن العمال وموظفي الشركات بدأوا ينقلبون على المسؤولين". وأشار إلى أنه اضطر لدفع 33 ألف روبية 720 دولاراً لتسجيل ممتلكات خاصة العام الماضي، من دون أن يحصل على إيصال بذلك، وقال:"لقد كانت رشوة كي يسمحوا لي بإنجاز مصالحي". وقالت ديكشا رانا 23 سنة المسؤولة الإدارية في مستشفى بنيودلهي:"أتيت لتوي من نوبة ليلية"، مضيفة"أنه احتجاج على مشكلة تتنامى منذ سنين وأطلق هازاري العنان للسخط الشعبي"، معتبرة الحركة"جدية، ولا بد من دفعها قدماً". ويتخذ هازاري من المهاتما غاندي الذي يعتبر رمزاً لاستقلال الهند بطلاً له، ووضعت صورته على خلفية منصة الاحتجاج. وهدد هازاري في حال لم تستجب الحكومة لمطالب المحتجين، بحملة عصيان مدني على غرار ما نفذه غاندي خلال الاستعمار البريطاني. وقال هازاري أمام الحشد المؤيد له:"الأموال الموجودة في خزائن الدولة لنا. وهي ليست مهددة من لصوص بل من المسؤولين عنها، فحاميها حراميها".