وصف رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ الاربعاء الحملة المناهضة الفساد التي اطلقها ناشط متشدد في ال74 من العمر عبر تنفيذه "صياما حتى الموت" ان تشدد الحكومة مشروع قانون يخضع لدراسة البرلمان، بانها "بلا اساس بالكامل". وصرح سينغ امام البرلمان ان "الطريقة التي اختارها (...) لا اساس لها بالكامل"، معتبرا ان تصرف الناشط يسعى عن عمد الى المواجهة. واضطر رئيس الوزراء الى قطع كلمته عدة مرات بسبب صيحات استهجان نواب المعارضة. وقال سينغ ان فكرة الناشط آنا هازاري ببدء اضراب عن الطعام للمطالبة بتشديد مشروع قانون هي تحد غير دستوري لسلطة الحكومة. وقال "المسألة تكمن في معرفة من يصيغ القانون ومن يسنه"، مضيفا ان التشريع "صلاحية حصرية" للبرلمان. ويطالب هازاري مدعوما بالالاف من سكان البلاد الحكومة بتشديد مشروع قانون يعفي رئيس الوزراء وكبار القضاة من الملاحقة القضائية في حال الاشتباه بفسادهم. وتضخمت الاحتجاجات في الهند امس دعما لاضراب هازاري في مواجهة بدا أن حكومة سينغ تعجز عن إنهائها. وقال ارون جايتلي أحد زعماء حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي المعارض "إنها صرخة إنذار لنا جميعا ما لم نرتب بيتنا. الناس في هذا البلد أصبحوا ساخطين." وبدأ هازاري (74 عاما) الاضراب عن الطعام امس بينما احتشد الالاف من أنصاره أمام السجن الذي أودع فيه أمس الاول. ورفض هازاري ترك السجن بعدما أمرت الحكومة بإطلاق سراحه. ويصر هازاري الذي لمس جرحا في نفوس ملايين الهنود بمطالبته بقوانين أكثر صرامة لمكافحة الفساد المستشري في البلاد على حقه في العودة إلى الساحة التي كان يعتزم الاضراب فيها عن الطعام وذلك قبل أن يترك السجن. وبدا أن قرار احتجاز هازاري والتراجع المفاجئ عنه يؤكدان إحساسا واسع النطاق بأن حكومة سينغ تفتقر إلى الكفاءة وتلاحقها فضائح الفساد لدرجة أنها لم تعد قادرة على حكم ثالث أكبر اقتصاد في آسيا بشكل فعال. وحملت صحيفة هيندو عنوان "فاسدة وقمعية وغبية" بينما كان العنوان الرئيسي لصحيفة ميل توداي "أنا (هازاري) يثير ارتباك الحكومة". وخرجت الاحتجاجات الحاشدة دعما لهازاري الذي كان يرتدي جلبابا وغطاء رأس أبيض ونظارة على نحو يعيد إلى الأذهان صورة زعيم الاستقلال المهاتما غاندي. ونظم الالاف من المزارعين والطلاب والمحامين مظاهرة في ولاية اسام بشمال شرق الهند. وفي مومباي العاصمة المالية للهند رفع 500 شخص علم الهند وارتدوا غطاء رأس كذلك الذي كان يضعه المهاتما غاندي وأخذوا يهتفون في إشارة إلى هازاري "أنا أنا". وأضاف طالب يدعى راهول اتشاريا (21 عاما) "اضطررت إلى دفع رشوة حتى يوافقوا على إصدار جواز سفر لي. وشعرت بأن لا حول لي ولا قوة." وفي مدينة حيدر اباد مركز صناعة تكنولوجيا المعلومات قاطع المحامون المحاكم وترك الطلاب الفصول وخرج المئات إلى الشوارع. وبدأ الالاف إضرابا فجائيا عن الطعام في ولاية اندرا برادش الجنوبية وهي معقل لحزب المؤتمر الهندي ونظموا اعتصامات وأغلقوا الطرق وشكلوا سلاسل بشرية. والمظاهرات جزء من الحياة اليومية في البلدات والمدن الهندية لكن الاحتجاجات الواسعة والتلقائية نادرة وفوجئت الحكومة بنطاق الغضب الشعبي هذا الأسبوع. من جانب آخر تجري الشرطة في وسط الهند تحقيقا بشأن مقتل ناشطة اجتماعية بالرصاص ، حسبما ذكر تقرير إخباري الأربعاء. وكانت شهلا مسعود /35 عاما/ ، الناشطة في المجال الاجتماعي وحماية البيئة ، قد استغلت تشريعا صدر مؤخرا يتيح الحق في الاطلاع على سجلات المؤسسات العامة . وذكرت صحيفة "إنديان اكسبريس" أنه عثر على الناشطة في سيارتها مصابة بطلق ناري في الصدر أمس الاول الثلاثاء في مدينة بوبال عاصمة ولاية ماديا براديش. وأوضح التقرير أنها كانت في طريقها إلى مسيرة احتجاجية مؤيدة لهازاري ، عندما تعرضت للهجوم.