اتفق الثوار السوريون على تسمية الجمعة الماضية باسم صالح العلي، وأجمع الجميع على هذه التسمية، ولم نسمع أن أحداً في سورية اعترض على التسمية اعتراضاً طائفياً. والثوار في سورية يؤكدون أن ثورتهم ليست طائفية أو فئوية، ويعلنون انهم يريدون أن يعيدوا الحرية الى بلادهم، ويطلبون من العلويين أن يكونوا معهم على الدرب نفسه، على ما قاتلوا سابقاً سنّة وعلويين الاحتلال الفرنسي. منذ اندلاع الثورة في سورية والثوار يجاملون اخوانهم العلويين ويتوجهون اليهم للحؤول دون الفتنة. ولو اتسمت قلة من الثوار بالتطرف، فهي لا تمثل الثورة وموقفها من الجماعات السورية. ولكن، على رغم مساعي الثورة هذه، لا يزال احتمال وقوع الفتنة قائماً. فهل يقلقكما هذا الاحتمال؟ وإذا أجبتما بالايجاب، حريّ بكما وقف دعم النظام السوري الذي يقضي على توق السوريين الى العدالة والحرية والكرامة. ولو وقفتما مع الشعب السوري ودعمتما طلبه بالحرية والكرامة منذ البداية، لما نشبت المخاوف اليوم من اندلاع فتنة طائفية. وحريّ بكما تغيير مواقفكما قبل ان يتحول الشرق الاوسط الى كتلة لهب. فلو أن تركيا وإيران اجمعتا على موقف واحد، وأعلنتا تأييد مطالب الحرية والكرامة في سورية لاختلفت الأوضاع في سورية وتوقف حمام الدم. السيد حسن نصرالله، في حربكم في تموز يوليو 2006 ضد اسرائيل، الم يفتح السوريون ... بيوتهم للاجئين اللبنانيين، وألم يعلقوا صورك في بيوتهم، وتظاهروا دعماً لك ولحزبك؟ ولا يخفى عليّ أنكم قلقون ازاء احتمال خسارة الدعم السوري لكم في الحرب ضد الاسرائيليين، إذا سقط النظام الحاكم ... المؤشرات كثيرة الى أن البعث السوري كان مستعداً للتضحية ب"حماس"و"حزب الله"لقاء السلام مع اسرائيل واستعادة الجولان. ولا بد أنك تدرك الامر، فالسذاجة ليست من صفاتك. وسندك الفعلي في الحرب على اسرائيل هو الشعب السوري وجماعاته المختلفة، وليس نظام البعث. والشعب السوري على موقفه من الاسرائيليين. ويضطر أي حكم ديموقراطي يتربع محل نظام البعث الى تمثيل السوريين وموقفهم المؤيد لكم. فلماذا تدعمون نظاماً قمعياً؟ ألا ترون أن النظام السوري يقوم كل جمعة بأعمال قمع جديدة في درعا وحماه وجسر الشغور وغيرها؟ أين أنتم من أعمال قمع النظام السوري؟ السيد حسن نصرالله والرئيس أحمدي نجاد إننا نعلنها اعلاناً واضحاً، نريدكم الى جانبنا لدعم الثوار في سورية، ومواقفكما الحالية غير مقبولة. *صحافي، عن"يني شفق"التركية، 28/6/2011، اعداد يوسف الشريف