دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الحكومة والقوات المسلحة في لبنان الى اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحظر امتلاك حزب الله الأسلحة وبناء القدرات شبه العسكرية» خارج سيطرة الدولة. واعتبر بان، في تقريره الدوري السادس عشر عن تطبيق القرار الدولي الرقم 1559 أن «إرسال حزب الله الطائرة الإيرانية من دون طيار الى إسرائيل هو تحرش متهور كان يمكن أن يؤدي الى تصعيد خطير يهدد أستقرار لبنان»، وحض قيادة الحزب الى «نزع السلاح والعمل ضمن إطار حزب سياسي لبناني». وأعرب بان عن القلق البالغ جراء «ازدياد التقارير عن نشاطات حزب الله في سورية، وهو جزء من التحالف الحكومي، ما قد يقوض سياسة النأي بالنفس واستقرار لبنان». وقال إن «المزيد من العمل مطلوب لتطبيق كل مفاعيل القرار 1559 خصوصاً ما يتعلق بنزع السلاح خارج سيطرة الدولة»، محذرا المجتمع الدولي من «توسع رقعة الأزمة السورية». واستنكر بان، في تقريره الذي وزع أمس على أعضاء مجلس الأمن، «الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وطالب بوقفها فوراً»، داعيا إسرائيل الى الانسحاب من القسم الشمالي لقرية الغجر، ومشيرا الى عدم حصول أي تقدم في مسألة مزارع شبعا من جانب «سورية أو إسرائيل». ودان تعرض المدنيين «للقتل والإصابات جراء قصف القوات السورية على لبنان»، معرباً عن القلق حيال «تقارير عن أحداث تورط فيها عناصر مسلحون من المعارضة السورية» في المناطق الحدودية. ودعا «كل الأطراف وخصوصاً الحكومة السورية الى وقف كل هذه الأعمال واحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه». وشدد على ضرورة استمرار لبنان في «سياسة النأي بالنفس» التي أعلنها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وحذر من ازدياد «أعمال القصف والتوغلات من القوات المسلحة السورية بشكل كبير» معلناً عن «الاستنكار بقوة لهذه الانتهاكات الجسيمة للسيادة اللبنانية» التي «وصلت الى 31 حادثة في تموز (يوليو) وحده وفي 17 أيلول (سبتمبر) أطلقت الطائرات المقاتلة السورية للمرة الأولى صاروخاً على نطاق بلدة عرسال». وأشار في الوقت نفسه الى أن «الجيش اللبناني أعلن أن عناصر مسلحة من المعارضة السورية تسببت بحادث في البقاع الشرقي». وأشار بان الى أن ميقاتي «أبلغني التزامه حماية لبنان من هذه الانتهاكات» للسيادة اللبنانية وسلامة أراضيه . ونوه بحض الرئيس سليمان السلطات السورية والمعارضة على تجنب العبور الى الأراضي اللبنانية وقصف المناطق الحدودية. ودعا مجلس الأمن الى «مساعدة الحكومة اللبنانية في الحفاظ على التزام القادة السياسيين اللبنانيين بعدم تحويل لبنان منطقة عازلة أو ممراً أو منطلقاً لعبور العناصر المسلحين الى سورية». ودعا الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية الى اتخاذ «كل الإجراءات الضرورية لحظر امتلاك حزب الله الأسلحة أو بناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة «في خرق للقرارين 1559و1747». ودعا «الدول ذات العلاقات الوطيدة مع الحزب وخصوصاً إيران» الى تشجيعه على التحول الى «حزب سياسي فقط ونزع سلاحه». وأكد أن «استمرار حزب الله في امتلاك قدرات عسكرية متطورة كبيرة خارج سيطرة الحكومة يبقى سبب قلق بالغ خصوصاً أنه يسبب حالة تهديد في البلاد ويشكل مصدر خطر أساسي على المدنيين اللبنانيين وحصرية امتلاك الحكومة شرعية استخدام القوة، ويضع لبنان في موقع المنتهك للقرار 1559 ويشكل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليميين». وأثنى بان على «توقيف الأجهزة الأمنية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة» ودعا السلطات اللبنانية الى «استكمال التحقيقات لجلب كل المتورطين في القضية الى العدالة». وأشار الى أن «المحكمة العسكرية وجدت أخيراً ان مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان مشتبه في ضلوعها في القضية». وحض الدول على «مواصلة دعم القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي مشدداً على أن دعمها يساهم في تطبيق القرار 1559». ودعا الرئيس سليمان الى التأكد من اتخاذ «قرارات عملية في شأن نزع سلاح الميليشيات في جلسات الحوار الوطني». وفي بيروت قالت مصادر واسعة الاطلاع ل «الحياة» إن اتصالات أجريت خلال الأيام القليلة الماضية لتبديد المخاوف من أن تقوم إسرائيل بأي رد فعل على تبني «حزب الله» إرسال طائرة الاستطلاع «أيوب» فوق فلسطينالمحتلة، بعدما أثار الجانب الإسرائيلي الأمر في جلسة مجلس الأمن قبل 3 أيام، معتبراً أنه في حلّ من اتهامه بخرق الأجواء اللبنانية. من جهة ثانية، كرر الرئيس ميقاتي الدعوة الى «أن نبعد لبنان عن ساحات الصراع» في رده على سؤال عن تداعيات الوضع في سورية على لبنان، وعن أحاديث عن وجود أفراد من المعارضة الإيرانية في شمال لبنان. وقال ميقاتي: «لا معلومات لدينا حول هذا الموضوع». وأضاف: «يجب ألا نستجلب المشاكل وعلينا أن ننظر الى ما يحدث من حولنا وماذا حدث في حلب. هل من المسموح لجيلنا أن يشهد 3 حروب؟». ودعا جميع اللبنانيين الى «أن نبعد هذه الكأس عنا قدر ما نستطيع وهذا ما نسعى إليه للحفاظ على الاستقرار في لبنان». وعلّق ميقاتي على الخروق السورية للجانب اللبناني من الحدود: «أبلغنا السلطات السورية إدانتنا لهذه الأمور التي تحدث على الحدود اللبنانية. وهناك تنسيق دائم بين الجيشين اللبناني والسوري حول هذه المواضيع. وهي تحل ميدانياً بسرعة والجيش يأخذ الإجراءات اللازمة، وتم سحب فرقة من منطقة الجنوب الى الشمال والحدود الشرقية».