أسف البطريرك الماروني بشارة الراعي لأن تكون التصريحات المنسوبة اليه خلال زيارته الاخيرة لفرنسا والتي تطرق فيها الى سلاح المقاومة والمسيحيين في سورية «شُوّهت في لبنان». وقال: «تلك الزيارة الرفيعة المستوى أبدى فيها الفرنسيون اهتماماً بموقف البطريرك لأنهم يعلمون من هو البطريرك الماروني ويستطيعون أخذ الحقيقة الحرة والشجاعة والموضوعية منه»، مؤكداً أن «ما قلناه في فرنسا واضح ومعروف ولن نعود الية. طوينا الصفحة، لكن آسف لأنهم في لبنان يتعلقون بكلمات ويبنون مواقف عليها». كلام الراعي جاء خلال زيارته أمس كاتدرائية القديس لويس في ولاية ميسوري وذلك في اطار جولته الرعوية للولايات المتحدة. وتحدث عن «علاقة تاريخية كانت تربط الملك الفرنسي القديس لويس التاسع بالموارنة». وأكد ان لقاءاته في فرنسا كان لها «عمق تاريخي عبّروا خلالها عن اهتمامهم بالقضايا التي تخص لبنان والشرق، وخصوصاً المسيحيين لأنهم حملوا الى الشرق، القيم الديموقراطية والانفتاح والحريات العامة وحقوق الانسان، وكل هذا من الثقافة الفرنكوفونية التي حافظ عليها الموارنة». وأضاف: «الفرنسيون مخلصون ولهذا يستقبلون البطريرك الماروني بكثير من الحفاوة... ولا ننسى ان لبنان أدخل الفرنكوفونية الى العالم العربي»، مشيراً الى أن «فرنسا تعلم جيداً ان لبنان بابها الى الشرق. والفرنكوفونية في لبنان ليست لغة انما حضارة الديموقراطية الفرنسية والحريات العامة وحقوق الانسان والمساواة. ففرنسا تقدر أن لبنان لعب هذا الدور الكبير- ونتمنى ان نحافظ عليه- وبرهنت دائماً انها تقف الى جانب لبنان». وعما أثير في الاعلام من كلام عن زيارته فرنسا، أجاب الراعي: «قلت في حينه ان اجتزاء حصل لكلام من اطاره العام، ويكفي ان سفير لبنان في باريس الذي حضر كل الاجتماعات قدم تقريراً للدولة اللبنانية، ما يعني بالتالي ان ما قاله رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة يرتكز على هذا التقرير الرسمي. وعندما اصدرت السفارة الفرنسية تقريراً رسمياً بالموضوع تبين ان كل الامور كانت لعبة اعلام»، وقال: «كلامنا واضح تكفي مراجعة موقف الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي وموقف السفارة الفرنسية». وعن اثارته خلال المحادثات الخوف على الموارنة، قال: «هذا الكلام عار من الصحة. فلا يجوز ان يمتهن بعض الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية الكذب»، وأضاف: «مؤسف ان البعض يدفع المال لهؤلاء ليكذبوا. فالحقيقة لا تموت، انا حامل قضية وأعرف تماماً ماذا قلت وما هي معانيه. ولكن أتمنى أن يكون اللبنانيون جديين أكثر لان لا يمكن ان نتابع حياتنا بسطحيات ولا يكون عندنا حقيقة. فالناس يعيشون على الحقيقة ويجب ألا ننسى أن لدينا قيم ويجب الحفاظ عليها».