بيروت - «الحياة»، أ ف ب - واصل البطريرك الماروني بشارة الراعي توضيح مواقفه التي أطلقها من فرنسا والتي استدعت جملة من التعليقات، فقال خلال جولته في المتن الأعلى أمس: «نحن نعاني من أن الحقيقة تشوه، حتى الحقيقة التي نقولها نحن، وفي هذين اليومين هناك بلبلة. نحن نقول لكم خذوا الحقيقة من فم البطريرك ولا تأخذوها من الجريدة والتلفزيون والإذاعة لأنه للأسف كل شيء يجتزأ ويشوه لتضيع الحقيقة». وأضاف: «ولا مرة كانت لغة السلاح، ونحن اختبرناها في لبنان أكثر من اللازم، ولم تستطع مرة أن تحل شيئاً، العنف يولد العنف، والحرب تولد الحرب». وأكد أن «التفرقة والنزاعات لا تخلص لبنان. وقد اختبرناها منذ 1975 حتى الآن، فمزقتنا وشرذمتنا، وعلى مذبح الوطن مات شهداء لا يحصون، وهناك شهداء أحياء يحملون جروحهم. ولا خلاص للبنان إلا في حقيقة الوحدة» أعلنت الأمانة العامة لقوى 14 آذار رفضها «المحاولات الهادفة الى التسويف في سداد ما يترتب على لبنان من مساهمات مالية في المحكمة الدولية»، داعية الحكومة الى «حسم أمرها بعيداً من المناورات السياسية والإعلامية ومن توزيع الأدوار بين الأطراف الحكوميين، والمناورات الهادفة الى كسب الوقت ومحاولة عرقلة عمل المحكمة». وأبدت الأمانة العامة في بيان صادر بعد اجتماعها الاسبوعي أمس، «ارتياحها الى سير عمل المحكمة والإجراءات المتلاحقة الهادفة الى بدء المحاكمات، وكان آخرها دعوة المتضررين رسمياً الى تقديم طلبات المشاركة في المحاكمات في مهلة أقصاها نهاية الشهر المقبل». وجددت التعبير عن «تضامنها مع الشعب السوري ومطالبه في الحرية والديموقراطية والكرامة»، داعية «المجتمع اللبناني والمجتمعين العربي والدولي الى الوقوف الى جانب الشعب السوري بكل الوسائل المناسبة لوقف حملات القتل والعنف التي يتعرض لها المتظاهرون المسالمون على يد النظام السوري». كما أعلنت أن «التضامن الإعلامي لم يعد يكفي لحماية الشعب السوري من المجازر التي يتعرض لها، وبات ضروريا أن يلجأ المجتمعان العربي والدولي الى خطوات عملية تحرر الشعب السوري من النظام الذي يصر على سياسة القهر والقوة والعنف لإخضاع الناس وإجبارهم على التخلي عن حقوقهم السياسية والديموقراطية والإنسانية». كما شجبت «المحاولات المتكرّرة للسلطة في لبنان لدعم النظام السوري الذي يقمع شعبه ويغرقه في أنهار الدماء، ولمساندته في المحافل العربيّة والدوليّة». في المقابل، حيّت الأمانة العامة «المبادرات الشجاعة للحراك المدني اللبناني في تأييد الثورة الشعبية في سورية ودعمها»، معتبرة أن «في الوثيقة التي أصدرها المثقفون اللبنانيون والسوريون «من أجل المستقبل اللبناني-السوري»، رؤيةً وتصوراً مأمولين لصياغة أفضل العلاقات بين البلدين والشعبين». من ناحية ثانية، أعرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن «ارتياحه لتوضيح البطريرك بشارة الراعي لمواقفه»، مشيراً إلى أن الراعي شرح لوفد من «قوى 14 آذار» زاره اول من أمس، أن «كلامه اجتُزئ ودخل عليه تحوير وعدم دقة في الترجمة ما أدى إلى تفسير الكلام بطريقة لا تُعبّر عن رأيه الشخصي». وقال جعجع انه يعلم «موقف الكنيسة وموقف الراعي من حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها إضافةً إلى موقفها من الدولة لجهة انه لا يقوم مجتمع من دون أن يكون القرار الاستراتيجي والسلاح بيدها»، مؤكداً أن «ما حصل من لغط حول تفسير كلام الراعي ما هو ألا غيمة عدم وضوح وزالت»، ورأى أن رفض النظام السوري «مبادرة الجامعة العربية يُظهر أن هذا النظام لا يريد الذهاب باتجاه عملية سياسية أو إصلاحات بالعمق»، مجدداً استغرابه من موقف وزارة الخارجية اللبنانية وموقف لبنان الرسمي. وسأل: «هل لبنان مع استمرار العنف في سورية؟ وهل هو ضد 21 دولة عربية؟». وعن تمويل المحكمة الدولية، اعتبر جعجع أن «أي موقف للحكومة يُستشف منه أن لبنان يتهرب من التزاماته الدولية، سيكون له انعكاسات سلبية». بييتون أعلن السفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون ان حكومة بلاده «خاب املها» من المواقف التي اطلقها الراعي من باريس والتي عبر فيها عن تخوفه من «مرحلة انتقالية في سورية قد تشكل تهديداً لمسيحيي الشرق». وقال بييتون في تصريح لموقع «الكلمة اونلاين» وزعته السفارة الفرنسية في بيروت امس، انه «سيزور الراعي قريباً بطلب من الحكومة الفرنسية بعدما خاب أملها من تصريحاته الأخيرة على أراضيها، وذلك لاستيضاح حقيقة مواقفه». وقال بييتون: «الأحداث الحاصلة في سورية لا تطاق، والنظام السوري وصل إلى طريق مسدود جراء قمع المعارضة بشراسة»، مضيفاً ان الراعي «أظهر قلقه على مستقبل المسيحيين في حال سقوط النظام السوري، على اعتباره أنه يؤمن الإطمئنان والحماية للمسيحيين، فيما نحن نعتبر أن تطبيق الديموقراطية وفتح الباب أمام التعددية هما ما يحفظ حقوق جميع المواطنين ومنهم المسيحيون»