هاجمت قوات عسكرية موريتانية معسكراً ل"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"داخل أراضي مالي المجاورة. وتركّز الهجوم على غابة"واغادو"التي تعرّفها استخبارات دول الساحل الأفريقي بأنها"قاعدة عسكرية سلفية قوية"ويشرف عليها فصيل الصحراء التابع لفرع"القاعدة"المغاربي. وشن الجنود الموريتانيون هجومهم على معسكر"القاعدة"مساء أول من أمس. وأفيد بأن اجتماعات عسكرية مكثفة سبقت الهجوم بين قوات موريتانية ومالية في منطقة سيغو التي تبعد 240 كلم شمال شرقي باماكو. وهدفت هذه الاجتماعات إلى وضع خطة الهجوم على غابة"واغادو"التي قال عنها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز بأنها"تعرف انتشاراً لوحدات جديدة من القاعدة، إثر انسحاب قوات بلادنا من مالي قبل شهرين". وتقول مراجع جزائرية إن لجوء تنظيم"القاعدة"إلى غابة"واغادو"يعود بالأساس إلى عودة مختار بلمختار أبو العباس إلى النشاط المسلح في إطار التنظيم إلى جانب عبدالحميد أبو زيد أمير الفرع الصحراوي، وبلمختار متمرس على تضاريس الغابة بصفتها طريقاً آمناً للتهريب، وقد أعيد تفعيل هذه الطريق مع تفجر أحداث ليبيا ومحاولة"القاعدة"جلب أسلحة من مخازن ليبية إلى معاقلها في مالي وربما إلى داخل موريتانيا والجزائر. وذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن مصادر أمنية موريتانية أن القوات الموريتانية دمّرت المعسكر وألحقت إصابات كبيرة بمقاتلين في التنظيم كما أصيب أربعة جنود في الهجوم. ووفق مصادر مطلعة فإن الجيش الموريتاني تعهد تطهيرَ المنطقة في اجتماع أخير في باماكو لقادة جيوش دول الساحل. وعُلم أن مالي جادلت في الاجتماع بأنها غير قادرة على توجيه الضربة بسبب قلة إمكاناتها في مجال التغطية الجوية. وتوصل البلدان إلى صيغة تمكّن القوات الموريتانية من مراقبة الموقع داخل الأراضي المالية، على أن يتم ذلك بتنسيق مع سلطات باماكو. وأكدت المصادر أن الجيش المالي لم يتدخل في الهجوم على الغابة لكنه تكفّل تقديم خطط وخرائط تشرح المسالك السرية فيها، فيما تكفلت موريتانيا تأمين التغطية الجوية للجنود المشاركين في العملية خشية أن يرد التنظيم في شكل غير محسوب، في حال كان يملك بالفعل صواريخ أرض - جو تردد أنه حصل عليها من مخازن ليبية. وتقول تقارير إن أكثر من ثلاثين سيارة تابعة لتنظيم"القاعدة"تتحرك في غابات"واغادو"التي لا تبعد أكثر من 60 كلم عن الحدود المالية مع موريتانيا. وأوضحت هذه التقارير أن المسلحين نزعوا مرايا السيارات كي لا تعكس الضوء وتلفت الانتباه، كما تمت صباغتها بالطين وطُمرت في الأرض وغُطيت بالأشجار، ووُضعت في حالة تأهب دائم لأي هجوم مباغت.